تُعد قلعة حلب الشهباء واحدة من أبرز المعالم التاريخية في سوريا، والتي تعكس تاريخاً عريقاً يعود إلى قرون مضت. تقع القلعة في وسط مدينة حلب، على تلة شاهقة يبلغ ارتفاعها حوالي 40 متراً، وتغطي القلعة القديمة مساحة تقدر بـ 4 كم². تتميز القلعة بتصميمها العسكري الفريد، حيث بنيت كنقطة محورية للحماية، مع حائط دفاعي كبير يحيط بالخندق، ويحمل هذا الحائط بصمة العمارة العسكرية العربية.
يعود تاريخ القلعة إلى العصر الأيوبي في القرن الثاني عشر، حيث كانت بمثابة حصن عسكري مهم. وقد تعرضت القلعة لعدة غزوات وزلازل عبر التاريخ، مما ترك بصماته على تصميمها الداخلي. ومع ذلك، فقد كشفت الحفريات الأخيرة عن بقايا معبد حثي يعود إلى العصر البرونزي، وهو ما يضيف أهمية تاريخية كبيرة إلى القلعة.
تحتوي قلعة حلب الشهباء على العديد من الآثار التي تعكس تاريخ المدينة الغني. فمن بقايا المساجد والقصور إلى مباني الحمامات، كلها تشهد على التطور الحضاري للمدينة. كما أن المدينة المسورة التي نشأت حول القلعة تحمل دليلاً على تخطيط الشارع اليوناني الروماني القديم، بالإضافة إلى بقايا المباني المسيحية من القرن السادس.
تُظهر القلعة أيضاً آثار الاحتلال من قبل الحضارات القديمة، والتي تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد. وتضم القلعة بقايا من العصور الوسطى، بما في ذلك الجدران والبوابات والمساجد والمدارس المتعلقة بالعصر الأيوبي والمملوكي. كما أن القصور والمساجد التي بنيت لاحقاً في الفترة العثمانية تُظهر التطور العمراني للمدينة.
تُعد قلعة حلب الشهباء شاهداً على قوة العرب العسكرية في القرن الثاني عشر حتى القرن الرابع عشر، وهي رمز للتراث الثقافي الغني لسوريا.