رمضان، الشهر الفضيل الذي يختاره الله عبادته ويخصّه بالفضل العظيم، هو وقتٌ للتطهير الروحي والتقرّب إلى الرب سبحانه وتعالى. هذا الفصل الجميل من السنة الإسلامية يحمل في طياته العديد من الفضائل التي تشجع المسلمين على التقرب إلى رب العالمين.
في الحديث النبوي الشريف، يشدّد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على مكانة رمضان، حيث يقول: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار". هذه الآية تعكس أهمية هذا الشهر كفرصة للتقرب إلى الله ونيل مغفرة ذنوب الماضي. كما ورد أنّ الأعمال الصالحة في رمضان تعدل أعمال ألف شهر بالنظر لحديث النبي الكريم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
بالإضافة لذلك، يُعد قيام الليل إحدى الركائز الرئيسية خلال شهر رمضان. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ للهِ ملائكةً يطوفون في الطرق إلى يوم القيامة، فإذا رأوا رجلًا قائمًا يصلِّي قالوا: تدعوكم؟ إنْ كان مُسلمًا قالوا: إنه مسلمٌ، وإنْ كان مؤمنًا قالوا: إنه مؤمنٌ». ثم يرجعون إلى ربهم عز وجل فيقولون يا ربنا فلان قائمٌ يصلي إليك وضاحٍ لك وأنت تعلم ضحكه ودموعه عند ذكر اسمك، عبدٌ ليس بينه وبينك أحد فيقول تعالى لهم أدخلوه الجنة».
وفي سورة البقرة آية رقم 185 نجد دعوة واضحة لصوم هذى الشهر الكريم إذ تقول: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". وهذه الأوامر الإلهية ذات دلالات عميقة حول ضرورة الامتثال لطاعة الله واتباع رسوله الأعظم بما يشكل جزءً أساسياً من العقيدة الإسلامية.
كما أكد القرآن الكريم أيضاً على مكانتة هذا الشهر عندما وصف مصارف الزكاة الثمانية والتي منها "في سبيل الله"، وهذا يعني دعم الفقراء والمحتاجين ومن ضمن ذلك صدقة الفطر وشهر الخير والإحسان وهو رمضان. وفي حديث آخر للنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم جاء فيه :"صِيَامُ رَمَضَانَ إلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرٌ لما بيْنَهُمَا إذا اجتنبت الكبائر.". يؤكد هذا الحوار النبوي شأن المغفرة الواسعة المرتبطة بتطبيق الشعائر الدينية بشكل صحيح ومخلص أثناء فترة الصيام.
ختاما، فإن شهر رمضان مليء بالمواعظ والعبر، فهو فرصة لتخطي الذات وتحسين النفس وإعادة التواصل مع القدرات الداخلية للإنسان للإقبال أكثر نحو الخالق جل وعلا بمزيد من الحب والخضوع والخنوع.