تعد الآية القرآنية "قل اعملوا فسيرى الله عملكم" من الآيات التي تحمل بين طياتها رسالة عميقة تتعلق بالإيمان والأعمال الصالحة. هذه الآية جاءت ضمن سورة التحريم وهي تأمر المؤمنين بأن يعملوا وفقاً لإرادتهم واختيارهم الديني الأخلاقي، مع العلم بأن الله سبحانه وتعالى هو الرقيب والمراقب لكل أعمالهم وأفعاله.
هذه الدعوة إلى العمل تعد دعوة مباشرة إلى الجهد والتعب، ولكنها أيضاً توضح ثقتنا بأعين العليم القادر، وهو ما يقوي الإصرار ويحفز للإنجاز. فالقرآن الكريم يشدد دائماً على أهمية الأعمال الحسنة والإخلاص فيها لله تعالى. هذا النوع من التشجيع يمكن اعتباره دافع قوي للمؤمن ليقوم بالأعمال بمستوى عالٍ من الالتزام والدقة، مدركاً أنه تحت مراقبة الخالق القدير.
وبجانب ذلك، فإن هذه الآية تعكس مبدأ العدالة الربانية حيث يؤكد الإسلام أن كل فعل سيُعالَج بالعدل يوم القيامة، وأن جزاء الجميع سيكون عادل ومناسب له. لذا، تشجعنا هذه الآية على تنمية روح المسؤولية والنظر للعمل كجزء أساسي من ديننا وليس فقط كممارسات شخصية يومية.
في الختام، عندما نقرأ ونفكر في هذه الآية بشكل صحيح، نجد أنها ليست مجرد أمر عام ولكنها محفز للتأمل العميق حول طبيعة علاقتنا مع رب العالمين وكيف ينعكس إيماننا في أفعالنا اليومية.
