حكم زيارة القبور في العيد: بين السنة والبدعة

التعليقات · 4 مشاهدات

الحمد لله، زيارة القبور في الإسلام لها مكانة خاصة، فهي وسيلة للاتعاظ وأخذ العبرة والدعاء للأموات. ومع ذلك، فإن تخصيص زيارة القبور بيوم العيد، سواء كان

الحمد لله، زيارة القبور في الإسلام لها مكانة خاصة، فهي وسيلة للاتعاظ وأخذ العبرة والدعاء للأموات. ومع ذلك، فإن تخصيص زيارة القبور بيوم العيد، سواء كان ذلك من الرجال أو النساء، يعتبر بدعة، وفقًا لما أفتى به أهل العلم. فالعيد هو يوم فرح وسرور، وزيارة القبور في هذا اليوم قد تؤدي إلى الحزن وتجدد الأحزان.

ورد في الحديث النبوي الشريف، كما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استأذنت ربي في أن أستغفر لأمي فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت". هذا الحديث يبين مشروعية زيارة القبور بشكل عام، ولكن لا يوجد نهي صريح عن زيارة القبور في العيد.

ومع ذلك، فإن تخصيص زيارة القبور بيوم العيد يوهم البعض بأن هذه الزيارة سنة مشروعة، مما يؤدي إلى اعتقاد مشروعية ما لم يرد به الشرع. ولذا، أفتى أهل العلم ببدعية تخصيص زيارة القبور بيوم العيد. جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء: "وتخصيص زيارة القبور بالأعياد بدعة، سواء كان ذلك من الرجال أو النساء".

ومن المهم أن نلاحظ أن التعليل بأن زيارة القبور في العيد هي صلة رحم تعليل عليل. فهل ضاقت الأرض بمكان يمكن أن توصل الرحم فيه إلا في المقابر؟ إن زيارة القبور في أي وقت آخر غير العيد هي وسيلة مشروعة لصلة الرحم.

وفيما يتعلق بالسائلة التي تسأل عن حكم زيارة القبور في العيد مع زوجها وأهله، فإننا ننصحها بأن تبين لهم الحكم الشرعي بالحكمة واللين. فلو ذهبت ولم تدخل المقبرة فنرجو أنه لا إثم عليها، لاسيما وأن من الفقهاء من منع النساء من زيارة القبور مطلقاً.

وفي الختام، فإن زيارة القبور مشروعة في كل وقت للاتعاظ وأخذ العبرة والدعاء للأموات، ولكن تخصيصها بزمن معين مثل يوم العيد يعتبر بدعة. ومن الأفضل أن تقتصر الزيارة على السلام والدعاء للميت دون إقامة سرادق أو تهيئة مكان لذلك، لأن التعزية بعد دفن الميت بثلاثة أيام ممنوعة على جهة الحرمة أو الكراهة.

التعليقات