التثاؤب في الصلاة هو موضوع اهتم به العلماء في الفقه الإسلامي، حيث صنفوه إلى حالتين: التثاؤب الاختياري والتثاؤب الاضطراري.
في الحالة الأولى، حيث يكون التثاؤب اختيارياً، اتفق العلماء على كراهة التثاؤب في هذه الحالة، سواء كان في الصلاة أو خارجها. ومع ذلك، فإن كراهة التثاؤب في الصلاة تكون أشد بسبب ما يترتب عليه من عدم الاعتناء بالصلاة وعدم استحضار معاني ما يقرأ من قرآن أو ذكر أو دعاء، بالإضافة إلى منافاته للخشوع. لذلك، يجب على من ابتلي بهذا أن يبادر إلى سد فمه ولو بيده، لقوله ﷺ: " التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان" (متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁).
أما الحالة الثانية، وهي التثاؤب الاضطراري، فلا شك أن المرء غير مكلف في هذه الحالة لأنها حالة اضطرار. ومع ذلك، يجب على المصلي سد فمه في هذه الحالة أيضاً، لقوله ﷺ: " إذا تثاءب أحدكم يضع يده على فيه" (أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة ﵁).
ومن المهم ملاحظة أن تكرر التثاؤب الاضطراري قد يؤذن بعدم استشعار مراقبة الله، لأن التثاؤب من الشيطان. لذلك، يجب على المصلي أن يشعر بمراقبة الله وأن يكون قلبه مشغولاً بمناجات ربه، مستشعراً أن الله يراقبه وأنه عليم بذات الصدور.
وفي الختام، يجب التنويه إلى أن خروج حروف من المصلي غلبة بدون قصد لا يبطل الصلاة، كما جاء في المغني لابن قدامة: "القسم الثالث، أن يتكلم مغلوبا على الكلام، وهو ثلاثة أنواع: أحدها أن تخرج الحروف من فيه بغير اختياره، مثل أن يتثاءب، فيقول: هاه، أو يتنفس، فيقول: آه. أو يسعل، فينطق في السعلة بحرفين، وما أشبه هذا، أو يغلط في القراءة، فيعدل إلى كلمة من غير القرآن، أو يجيئه البكاء فيبكي، ولا يقدر على رده، فهذا لا تفسد صلاته".