الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي ركن أساسي من أركان الإسلام، وهي واجبة وفقاً للعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. إن هذه العبادة البسيطة ولكن لها تأثير كبير يحقق العديد من الفضائل والثمار الإيمانية العظيمة. وفي هذا السياق، فإن ليالي الجمع والأيام نفسها تشكل لحظات خاصة لتقديم هذه الصلاة، لما لهذه الفترة من مكانة سامية عند المسلمين.
لقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أهمية يوم الجمعة عندما قال: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة»(رواه مسلم). فهذا اليوم مبارك ومتميز بين أيام الأسبوع الأخرى بسبب الخير والنعم التي تضمنها مثل خلق آدم عليه السلام وإدخاله الجنة وخروجه منها كما روى أبو هريرة رضي الله عنه. ولذلك فإن اختيار تقديم الصلاة على النبي خصوصاً في تلك الليلة الرائعة يعزز ارتباطنا بالنبي الكريم وبالتالي يجلب بركات إضافية لنا.
ومن بين الفضائل العديدة المرتبطة بالصلاة على النبي يمكننا تسليط الضوء على عدة جوانب مهمة:
- الانقياد والتسليم: الصلاة على النبي تعبر عن الطاعة الكاملة لأوامر الله سبحانه وتعالى والتي تتضمن الأمر بصريح العبارة بتقديم التحايا للنبي الكريم.
- العلاقة الروحية: تعتبر الصلاة وسيلة لجذب قربانا روحيا عميقا تجاه النبي مما يؤدي لقربه وأخذ الرعاية خلال الحياة وبعد الموت أيضاً حسب حديث ابن عباس رضي الله عنه:«... وإنكم لن تزالوا بخير ما أسرعتم إلى الجنة».
- الثبات والاستقامة: بالتأكيد أثناء الصلاة وكذلك عقب التشهد آخر، تلعب الصلاة دور محوري فيما يتعلق بقدرتنا على الاستمرار باتجاه الطريق الحق حتى النهاية. فقد ورد أنه: «إذا قام أحدكم يصلي فلا يلهيه شيئان :رضى الناس عنها ورجاء مديحهم ، بل ليعلم أنها بينه وبين رب العالمين وليكثر فيها من الصلاة علي ».
- استجابة الدعاء: بما أن الصلاة على النبي جزء حيوي ضمن أدعية أخرى كثيرة، فإنه من المتوقع زيادت فرصة قبول دعواتك بشكل عام وذلك بناءًعلى قول الرسول:"طوبى لمن حفظه الله وصلى عليه".
- الحماية من المصائب: تعد الصلاة طريق للتوجيه نحو الاتزان النفسي والجسداني كونها تعمل كمصد ضد الخراب والكروب حسب قوله :" ... ثم يقرأ الفاتحة وما تيسّر معه من القرآن ، ثم يسلم . وصلّوا عليَّ فإن صلاتكم عليَّ نورٌ لي ، وأشهد بذلك جبريل."
- الثناء والإشادة: بالإضافة لذلك فان الحديث عن الرسول يقود الغالب للأجر المضاعف نظرا لإضافة الوصف لمكانته فهو يعد شكراً للرسالة المقدسة وتكريماً لشخصيته جللا .كما جاء في كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري رحمه الله :'' أَجْرُ مَنْ دَعَا لِي هُوَ أجْرُ مُؤْمِنٍ ماتَ علَى آلِ مُحَمَّدٍ ".
7. المغفرة والرفعة: أخيرا وليس آخرا فإن ذكر المرء لصاحب الرسالة المطهرة يساهم في رفع درجات الشخص صاحب القلب الراغب لتحقيق أعلى مراتب الجناته وكسب رضوان الرب عز وجل كذلك نوراً دائماً وذكراه حسنه لدى الآخرين الذين سوف يستمعون إليها بلا شك لاحقا!
هذه فقط بعض الأمثلة عن العظمة والفوائد التي تحتفل بها قلوب المؤمنين حول العالم كل جمعة.. إنها دعوة صادقة للعيش بإخلاص واستحضار للحقيقة التي تؤكد وجود رسالتنا الإنسانية والسعادة الحقيقية داخل عالمنا المعاصر مليئ بالمشتتات والملهيات اليوم!