سورة الأنبياء، وهي مكية بالإجماع، تتألف من مائة واثنتي عشرة آية، وتعد من السور المكية التي تهدف إلى إثبات عقيدة الإسلام في نفوس المشركين. تبدأ السورة بوصف حال الناس في غفلتهم عن حسابهم القريب، ثم تعرض لردود المشركين على دعوة الرسول ﷺ وتكذيبهم له، وتنتهي بذكر بعض مشاهد يوم القيامة.
تبدأ السورة بقوله تعالى: "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ" (الأنبياء: 1)، حيث يخبر الله تعالى أن حساب الناس قد اقترب، وهم في غفلة عن ذلك، معرضون عن الاستعداد له. ثم تصف السورة ردود فعل المشركين على دعوة الرسول ﷺ، حيث يستمعون إلى ذكر الله ولكنهم لا يتفاعلون معه، بل يلعبون ويلعبون (الأنبياء: 2).
وتعرض السورة أيضًا لردود المشركين على دعوة الرسول ﷺ، حيث يقولون إن القرآن مجرد أحلام أو افتراءات أو شعر (الأنبياء: 3-5). ويرد الله تعالى عليهم بأنهم لم يؤمنوا قبلهم أي قرية هلكناها، فكيف يؤمنون هم؟ (الأنبياء: 6). ويذكر الله تعالى أن جميع الأنبياء الذين أرسلوا قبله كانوا بشرًا مثل محمد ﷺ، وأنهم لم يكونوا أجسادًا لا تأكل الطعام ولا خالدين (الأنبياء: 7-8).
وتختتم السورة بذكر بعض مشاهد يوم القيامة، حيث يصف الله تعالى ما سيحدث يوم الحساب، وكيف سيحاسب الناس على أعمالهم (الأنبياء: 9-10).
وفي سياق آخر، تذكر السورة قصص بعض الأنبياء مثل نوح وهود وصالح وشعيب وموسى وعيسى عليه السلام، لتكون عبرة وعظة للمؤمنين. كما تذكر السورة بعض معجزات الأنبياء مثل عصا موسى التي تنفجر بالكروم (الأنبياء: 20) وولد عيسى من غير أب (الأنبياء: 25).
وبشكل عام، تعد سورة الأنبياء من السور المكية التي تهدف إلى إثبات عقيدة الإسلام في نفوس المشركين، وتعرض لقصص بعض الأنبياء للعبرة والعظة، وتصور بعض مشاهد يوم القيامة بأسلوب قوي مؤثر.