في سطور التاريخ الإسلامي, يستوقفنا بإعجاب عميق حياة التابعين الذين حملوا رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ونشروا نور الدين والإيمان في مشارق الأرض ومغاربها. هؤلاء الأبرار ليسوا مجرد صحابة لرسول الله، بل هم مدرسة متكاملة للأخلاق والقيم والتقوى. إليكم بعض الصور البارزة من حياتهم العطرة.
- توحد مع الرب: كانت حياة التابعي الكبير عطاء بن رباح مثالاً حيّاً للتوجه الروحي والانقطاع لله سبحانه وتعالى. رغم تقدمه في العمر وضعفه البدني، ظلت روحه ثابتة في مواجهتها مع رب العالمين. كان يقضي ساعات طويلة في الصلاة والقراءة، مما يدل على قوة إيمانه وصلابته الداخلية.
- الخشوع والانغماس في القرآن الكريم: عرف التابعي الآخر عروة بن الزبير بحبه العميق لكتاب الله عز وجل. لقد امتلأت حياته بكل جوانب الطاعة والصلاح. كان يصوم كثيراً ويستفيق ليلاً لقراءة كتاب الله، حيث كان يخصص النهار كاملاً لقراءة جزء من القرآن مباشرة من مصحف الورق، ومن ثم يؤديه قراءة قلبية أثناء أدائه لسجدة الليل.
- عدل بلا حدود: يعد التابعي الفاضل عمر بن عبد العزيز رمزاً للعدالة والرحمة الحقيقية. خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها الحكم، استطاع زرع الأمن والاستقرار بين الناس بطريقة نادرة الحدوث. كما اتسمت شخصيته بالنزاهة والصدق، حتى عندما واجه مطالب مستحيلة بشأن إعادة ممتلكات الغير المغتصبة لعائلته. ردَّها بكل سرور وبلا هوادة، رافضاً تقبيل أي مسؤولية عنها لأنها ليست ملكاً له أصلاً.
- التوكل والصبر: شهد الصحابي القدوة سعيد بن الجبير بصحة وتطبيق عملي لتعاليم التسليم المطلق والثقة الكاملة في حكم الله جل جلاله. برزت تلك المعاني عبر تصرفاته اليومية، وهو ما تجلى أيضاً حين تعرض للدغات العقرب، حيث اختار عدم العلاج الطبي مقابل طلب الرحمة والعناية الإلهية عوضاً عن ذلك.
هذه فقط نبذة مختصرة عن روعة دور التابعين ودورهم الحيوي في تشكيل ثقافة مجتمع السلف الصالح المبنية على التعبد المتواصل والخوف من الله والخوف منه والحفاظ المستمر على حقوق البشر واحترام قوانينه المقدسة.