في رحلتنا عبر الحياة، يواجه الإنسان العديد من المحن، ومن بين أصعبها وأشدها وقعاً هو موت الأحبة. هذا الحدث المؤلم يشكل اختباراً لصبر المرء وتحمله لقدر الله. في الإسلام، يُعتبر الدعاء سلاح المسلم ضد المشقات، وخاصة عندما تكون النفس ضعيفة ومحتاجة لدعم روحي قوي. دعاء الصبر عند الموت هو طلب للمساعدة من الخالق ليمنح قلب العبد القوة والسكينة خلال هذه اللحظات الحرجة.
أولاً، تجدر الإشارة إلى أهمية التسليم بالقضاء والقدر في ديننا الحنيف. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات:56]. البشر خلقوا لعبادة رب العالمين وتسليمهم لقضائه وقدره. بالتالي، القدرة والثقة بالله هما مفتاح النفوس المتسلحة أمام مصائب الدنيا، بما فيها فقدان عزيز.
الدعاء بصيغة "اللهم أعوذ بك من فزع الليل"، كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، يعكس قوة إيمان الشخص واعتماده المطلق على الله سبحانه وتعالى. بالإضافة لذلك، يمكن للمرء أن يدعو قائلاً: "اللهم ارحمه واغفر له وارفع درجته في المهديين واجعل مقامه عند الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". وهذا النوع من الأدعية يجسد الرغبة في الرحمة والعفو والإخلاص للخير للأحبائنا الذين فارقونا.
ومن جهة أخرى، فإن انتظار المعونة الروحية ليس نهاية التجربة؛ بل هي بداية جديدة نحو قبول المصيبة والاستعداد لها بروح مقاومة وشكر لله على نعمه الأخرى التي قد يغفل عنها البعض بسبب هول المفاجأة. وبالتالي، ينصح أحد علماء الدين بتذكّر مدى صلاح وفاة شخص ما مقارنة بالحياة الباقية بعد الموت، وأن التفكير بهذا الجانب يساعد القلب على تحمل الألم الجسدي والنفساني الناجم عن الفقدان.
وفي النهاية، يبقى الأمر الأكثر أهمية وهو التحاور مع الذات حول طبيعة الموت وما يأتي بعد ذلك وفق التعاليم الدينية. إن فهم واقع الآخرة وكيف أنها بوابة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته النبوية الشريفة تعتبر عاملا مساعدا بشكل كبير لتحقيق الاستقرار العقلي والعاطفي خاصة خلال فترات الأزمات مثل تلك المرتبطة بالموت والفراق الكبيرين.
وبذلك نرى أن وضع ثقتهم الخاصة بالسماء واستخدام أدوات تقربهم من العبودية الروحية للأسلاف توفر وسائل فعالة لإدارة الشعور بالحزن والحزن المؤقتين تزامنًا مع حالة الوفاة غير المتوقعة لأحد المقربين أو الأصدقاء العزيزين جدًا على قلوبكم جميعًا.