قبل حلول عيد الأضحى المبارك، يسعى المسلمون إلى أداء عباداتهم بنشاط وحرص، ومن ضمن هذه العبادات تقديم الذبائح التي تعتبر أحد أهم الشعائر الدينية لهذه المناسبة العزيزة. وفي هذا المقال، سنستعرض الخطوات والاستعدادات الهامة التي ينبغي للمضحي اتباعها لضمان أداء واجبه الديني بشكل صحيح ومبارك.
- النية الصادقة: أول ما يجب على المضحي فعله هو النية الخالصة لله سبحانه وتعالى، مع مراعاة نية البركة لنفسه وأسرته وللأهل المحتاجين أيضًا. يقول الله تعالى في القرآن الكريم "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" [المائدة:27]. إن كانت النية طيبة ونابعة من القلب، فإن العمل سيتقبل بإذن الله.
- اختيار الأنعام الصالحة: يُشترط في الضحية أن تكون من الأنعام المستحبة شرعاً، والتي تشمل الإبل والبقر والغنم (الماعز والأغنام). يجب أن تتحقق فيها الشروط الشرعية وهي الصحة والعافية وعدم وجود أي عيوب واضحة مثل العمى أو مرض مزمن يؤثر عليها. كما أنه من المستحب اختيار الحيوان بناءً على قدرته المالية والحالة الاقتصادية.
- التسمية عند ذبح الضحية: عندما يحين وقت الذبح، يستحب تسمية اسم الله عليه لتكون القربة مشروعة وفق السنة النبوية المطهرة. روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: "إذا قتلتم فذكروا اسم الله". وهذا الأمر يعكس الاحترام والتقدير لما نقوم بذبحه ويجعلها قريبة مقبولة أمام الله عز وجل.
- تقسيم اللحوم حسب الأحكام الشرعية: بعد الانتهاء من عملية الذبح، يتم تقسيم لحوم الضحية بطريقة تتوافق مع تعليمات الدين الإسلامي. فالربع الأول للمضحي نفسه وعائلته، بينما الجزء الثاني لمن قدموا له المعروف خلال العام المنصرم تقديرا لهم وثوابا لهم أيضا، والثالث للأصدقاء والجيران والأقارب الأقربون إليهم، أما ربع آخر فهو هبة يمكن إعطائها لأصحاب الحاجة الفقراء والمعوزين كعمل خيري ينفع المجتمع المحلي ويعطي شعورا بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين.
- الدعاء والصلاة عقب الذبح: حين تنتهي مراسم الذبح وتوزيع الجوائز الدعائية، يدعو المصلى دعوة صادقة مستجيباً لرغبات قبيله ويتوجه نحو العرش الأعلى بالدعاء طلبا لمزيد من الرحمة والإقبال الرباني. وهذه الفرصة غالية فقد ورد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين شكرًا بعد انتهاء موسم حجه وصومه وشكر باقي العبادات الأخرى احتفاء بتلك المناسبات المقدسة المؤثرة جدًا لدى قلوب المسلمين عبر الزمن القديم والحديث حتى اليوم الحالي وكذلك بالمستقبليات الآتيه ان شاءالله .
- محاسبة النفس وتحسين الأخلاقيات: تعد تلك الفترات فرصة سانحة لإعادة النظر فيما مضى من أعمال الماضي وإصلاح مسار الحياة القادمه باتجاه طريق الحق والخير والسداد وذلك بسلوك درب التقوي والتزام الحدود وضبط الذات داخليا وخارجياً بما يكفل محبة الناس واستقرار النفوس وانبساط الاحوال وبالتالي دخول رضوان رب العالمين واسع المدى مباركا متواصلا آمينا مطمئنا سرمديا ابديا بالحياة البشرية عامة وعلى الأفراد خصوصاً الذين اعتدوا بها حق الاعتقاد وحسن الظن برب العالمين جل وعلى وهو نعم الملجأ لعباده المتقين المجتهدين فى مداومة الطاعات واتقانها قصدا للاستمتاع بمباهج جناته وفردوس نعيمه...آمين يا ربّ العالمين!