سورة الحجرات هي سورة مدنية نزلت في المدينة المنورة، وتتكون من ثماني عشرة آية. تحمل هذه السورة تعليمات مهمة للمؤمنين حول كيفية التعامل مع الله ورسوله ﷺ، وكيفية التعامل مع بعضهم البعض.
تبدأ السورة بقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" (الحجرات: 1). هذا يعني أن المؤمنين يجب أن ينتظروا حكم الله ورسوله في أمور الدين، ولا يتقدموا بحكمهم الخاص. ثم تأتي التعليمات حول كيفية التعامل مع النبي ﷺ، حيث نهى الله المؤمنين عن رفع أصواتهم فوق صوته، أو الجهر بالقول له كجهر بعضهم لبعض.
ثم تتحدث السورة عن أهمية التواضع والاحترام عند التعامل مع النبي ﷺ، حيث قال الله تعالى: "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم" (الحجرات: 3). هذا يعني أن الذين يخفضون أصواتهم عند النبي ﷺ هم الذين اختبرهم الله بقوة الإيمان والتقوى، ولهم مغفرة وأجر عظيم.
كما تحذر السورة من نداء النبي ﷺ من وراء الحجرات في وقت راحته، حيث قال الله تعالى: "إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون" (الحجرات: 4). هذا يعني أن الذين ينادون النبي ﷺ من وراء الحجرات في وقت راحته هم غالبًا غير عاقلين، ويجب عليهم الانتظار حتى يخرج إليهم.
وتتضمن السورة أيضًا تعليمات حول كيفية التعامل مع الخلافات بين المؤمنين، حيث قال الله تعالى: "فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" (الحجرات: 9). هذا يعني أن إذا حدث خلاف بين المؤمنين، يجب على المسلمين أن يحاولوا إصلاحه بالعدل والإنصاف.
وفي نهاية السورة، تحذر من قبول خبر الفاسقين دون التحقق منه، وتحث على اجتناب كثير من الظن، حيث قال الله تعالى: "إن بعض الظن إثم" (الحجرات: 12). هذا يعني أن بعض الظنون يمكن أن تؤدي إلى الإثم، ويجب على المسلمين أن يكونوا حذرين في تصرفاتهم.
بهذا، نرى أن سورة الحجرات تحمل تعليمات مهمة للمؤمنين حول كيفية التعامل مع الله ورسوله ﷺ، وكيفية التعامل مع بعضهم البعض بالاحترام والتواضع والعدل.