تعد سورة المزمل من السور المكية، وتتكون من عشرين آية. تحمل هذه السورة في طياتها دعوة قوية إلى الصبر والقيام والذكر، وهي خصائص أساسية للدعاة إلى الله. تبدأ السورة بـ "يا أيها المزمل" مخاطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتحثه على القيام بالليل، مع إمكانية الاختيار بين نصف الليل أو أقل أو أكثر، مع التمهل في تلاوة القرآن.
تؤكد السورة على أهمية القيام بالليل، حيث تقول "إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً"، مما يشير إلى أن ساعات الليل هي الأفضل للقراءة والذكر، حيث يكون القلب أكثر انشراحاً واستعداداً للتفكر والتدبر. كما تشجع السورة على ذكر الله سبحانه وتعالى، قائلة "واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً"، مما يدل على أهمية الذكر في حياة المسلم.
وتتطرق السورة أيضاً إلى فضائل سورة الملك، حيث ورد في الحديث الصحيح عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن من قرأ سورة الملك في كل ليلة، أعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن. ومع ذلك، يجب التنبيه إلى أن الحديث الذي يذكر فضائل سورة المزمل هو حديث موضوع لا يجوز العمل والاحتجاج به، وقد وضعه واضعوه لترغيب الناس في قراءة القرآن والعكوف عليه.
وفي الختام، تؤكد السورة على أهمية الصبر في مواجهة المكذبين، حيث تقول "اصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً"، مما يدل على ضرورة الصبر والتحمل في مواجهة الشدائد والمصاعب. كما تحذر السورة من عواقب الكفر والعناد، حيث تقول "إن لدينا في الآخرة قيودًا ثقيلة ونارًا مستعرة"، مما يدل على عظمة عذاب الله لمن كفر به وكذب رسله.
وبالتالي، فإن سورة المزمل تحمل رسالة قوية للدعاة إلى الله، تدعوهم إلى الصبر والقيام والذكر، وتؤكد على أهمية اتباع القرآن الكريم في حياتهم اليومية.
