تفاصيل ومكونات الحجر الأسود

الحجر الأسود، الذي يعد أحد أهم معالم المسجد الحرام في مكة المكرمة، يتميز بتكوينه الفريد وتاريخه العميق. وفقاً للتراث الديني والإسلامي، فإن هذا الحجر ل

الحجر الأسود، الذي يعد أحد أهم معالم المسجد الحرام في مكة المكرمة، يتميز بتكوينه الفريد وتاريخه العميق. وفقاً للتراث الديني والإسلامي، فإن هذا الحجر ليس مجرد حجراً اعتيادياً، بل إنه يمتلك خصوصيات روحانية ومعجزات طبيعية فريدة.

يتم تشكيل الحجر الأسود من عدة أقسام أصغر حجماً تعادل تقريبًا ثمانية قطع متصلة ببعضها البعض بشكل غير منتظم. هذه الأجزاء تتراوح في مقاييسها، الأكبر منها بحجم التمر تقريبًا بالنسبة للأجزاء الظاهرة خارج الكعبة. بينما يوجد داخلياً حوالي ١٥ قطعة أخرى، والتي تعتبر جزءا أساسيا من تركيب الكعبة نفسها.

وفقاً لما ورد في الحديث الشريف، ينسب الحجر الأسود إلى جنات الخلد، فهو عبارة عن صخرة ذات شكل بيضاوي غالبًا ما يسود لونه نتيجة لتقدم العمر والتغيرات الطبيعية. لكن حسب الرواية النبوية، فقد تم إنزال الحجر الأصلي من الجنة برونقه الأبيض الزاهي. إلا أنه وبسبب الذنوب والمعاصي المتراكمة عبر التاريخ، تغير اللون ليصبح أسود داكن. يؤكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا التأثير الأخلاقي للحجارة قائلاً "لقد جاء الحجر الأسود من الجنة وهو أبياض من اللبن حتى سوّدته الخطايا".

بالانتقال إلى قصة إدخاله ضمن بناء الكعبة، شهد القرن الخامس الميلادي كارثة عندما اشتعلت النار بالقرب من الحرم الشريف خلال فترة الجاهلية مما أدى إلى تلف جزء منه وسقوطه تحت تأثير الأمطار الغزيرة لاحقا. عندئذ قررت قبيلة قريش بإعادة بناء الكعبة باستخدام موارد مشروعة فقط (حيث كان الربا محظورا وقتذاك). شارك النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وفداً منهم أثناء عملية الترميم تلك قبل سنوات قليلة من بدء دعوته مباشرة. وبعد اكتمال الأعمال المعمارية، واجه المجتمع تحديًا جديدًا عند تثبيت الموقع المناسب للحجر الأسود وسط خلافات قبائل مختلفة حول هيمنة حق الاقتراب منه. نجح الحل المقترح آنذاك باستدعاء أول فرد يصل مدخل باب بني شيبه والذي صادفا رسول الإسلام نفسه وهكذا أوكل إليه المهمة العزيزة لفرد مشتركة الجميع وهي حمل القطعة المدعاة بغلاف حريري ثم تمريره لكل مجموعة بطريقة رمزية تضمن مشاركت الجميع بدون تجاذبات محتملة.

أما فيما يخُص وصفاته الفيزيائية والحسية الأخرى ، فنعلم بأنه الواجهة الجنوب شرقيه الرئيسية لكعبتهم المقدسة ويتكون نصفه الأعلى ظاهراً الخارج أما الجزء المؤخرة فعامل ثابت لحفظ توازن وانتظام تصميم المنشاه كاملة .ورد ذكر انه قطعة مجوهرات مادتها جوهر اليشب مزينة بالذهب حسب تصور الصحابي على رضوان الله عنه اذ يقول :"كان الركن والمقام مثل جواهر مجوفة بها ألوان مختلفة ".كما اشارت بعض الاحاديث الى الجانب الإلهي الخاص بالحجر الاسود مثل قوله:"ان هذا الركن يمين ربكم فيناوله عباده تنؤيه الرجل اخاه" توضح مدى احترام واحتشام لقربه واستحالة لمس اي اتصال مباشره بصورة انسانيه مستخدامه كرمز للاستقلال والاستقلال الوحيد باذن الله سبحانه وتعالى .


الفقيه أبو محمد

17997 Blog Postagens

Comentários