سورة العنكبوت: تفسير آياتها ومعانيها

التعليقات · 0 مشاهدات

سورة العنكبوت هي سورة مكية، نزلت كلها في مكة في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، ومدنية كلها في قول ابن عباس وقتادة، وفي القول الآخر لهما، وهو قول يحيى ب

سورة العنكبوت هي سورة مكية، نزلت كلها في مكة في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، ومدنية كلها في قول ابن عباس وقتادة، وفي القول الآخر لهما، وهو قول يحيى بن سلاّم أنها مكية إلا عشر آيات من أولها، فإنها نزلت بالمدينة في شأن من كان من المسلمين في مكة.

تبدأ السورة بحروف مقطعة "الم"، والتي لها معاني متعددة، منها أنها اسم للسورة أو اسم للقرآن. ثم تتناول الآيات الأولى موضوع الاختبار والابتلاء، حيث تسأل السورة: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" (العنكبوت: 2). أي هل ظن الناس أنهم سيتركوا دون اختبار أو ابتلاء بعد أن يقولوا بألسنتهم: "آمنا"؟ الجواب هو لا، لأن الله سيختبرهم بأنواع البلاء ليميز بين المؤمنين والمنافقين.

ثم تتطرق السورة إلى موضوع الجزاء والمحاسبة، حيث تقول: "مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (العنكبوت: 5). أي من كان يرجو لقاء الله يوم القيامة، فإنه سيأتي أجله، والله سميع عليم بما يفعلون.

وتؤكد السورة على أن الأعمال الصالحة هي التي تجلب الثواب والجزاء الحسن، حيث تقول: "وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" (العنكبوت: 6). أي من جاهد في سبيل الله، فإنما يجاهد لنفسه، لأن الله غني عن العالمين.

وفي نهاية السورة، تؤكد على أن الأعمال الصالحة ستمحو السيئات، وتجزي بالخير، حيث تقول: "وَمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (العنكبوت: 8). أي من آمن وعمل صالحا، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

بهذا نرى أن سورة العنكبوت تركز على موضوعات الاختبار والابتلاء، والجزاء والمحاسبة، والأعمال الصالحة وثمارها.

التعليقات