الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فجعله شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
بدأت الدعوة الإسلامية بظهور الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء، حيث كان يتعبد ويخلو بنفسه. روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان أوّل ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتعبّد فيه الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء".
في هذه اللحظة التاريخية، نزل جبريل عليه السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمره بالقراءة. رفض النبي صلى الله عليه وسلم في البداية، لكن جبريل عليه السلام أعاد الأمر ثلاث مرات، حتى قرأ النبي صلى الله عليه وسلم أول آيات القرآن الكريم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" [العلق: 1-5].
هذه البداية كانت بداية رحلة طويلة ومليئة بالتحديات، حيث واجه النبي صلى الله عليه وسلم مقاومة شديدة من قريش، لكنه ظل ثابتًا على دعوته، مستمدًا القوة من إيمانه العميق برسالته.
بهذا نرى كيف بدأت الدعوة الإسلامية، رحلة مليئة بالمعجزات والاختبارات، والتي أدت في النهاية إلى انتشار الإسلام في أنحاء العالم.