زيـد بن هاـراثــة: الشجاع الوفـاء والسيف الوفي

التعليقات · 0 مشاهدات

ولد زيد بن حارثة -رحمه الله- أسيرًا لدى قبيلة بني عامر قبل هجرته إلى مكة المكرمة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. عُرف بشجاعته التي كانت ملحوظة خلال

ولد زيد بن حارثة -رحمه الله- أسيرًا لدى قبيلة بني عامر قبل هجرته إلى مكة المكرمة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. عُرف بشجاعته التي كانت ملحوظة خلال غزوات الرسول الكريم وكذلك وفائه العميق للنبي وأصحابه. كان لزيد مكانة خاصة بين الصحابة؛ فقد اعتبره البعض سادس الخلفاء الراشدين بسبب ولائه وتقديسه لنبي الإسلام.

كان لعلاقة زيد بالنبي محمد تأثير كبير طوال حياته. عندما تبناه النبي بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وطفليهما ابراهيم وابنة أخرى توفيت صغيرًا، أصبحت هذه العلاقة رمز الولاء والتضامن الأبوي الروحي القوي جدًا داخل المجتمع المسلم آنذاك وفي تاريخ المسلمين بشكل عام حتى اليوم.

بعد وفاة ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وزوجها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، تبنى زيد إبنهما الحسن والحسين رضي الله عنهما أيضًا مما عزز موقعه الاجتماعي والديني. وقد امتد هذا الدعم لتشمل العديد من الفتوحات الإسلامية تحت إمرة علي بن أبي طالب والخلفاء الذين جاءوا بعده مثل عمر وعثمان وعثمان ومعاوية رضوان الله عليهم جميعًا.

شهد زيد عدة معارك بارزة منها بدر وأحد والخندق وحنين وغيرها الكثير. حققت كل تلك المعارك انتصارات عظيمة لحركة الدعوة الإسلامية الجديدة ضد قوى الظلام والكفر الجاهلي وقتها. كما شارك بطولات كبيرة أثناء فتح بيت المقدس والعراق والشام ومصر وسائر البلاد الأخرى التي افتتحها المسلمون آنذاك بإذن رب العالمين سبحانه وتعالى.

وفي نهاية المطاف، شهد آخر أيام حياته خلافة يزيد بن معاوية ثم انضم للمتمردين ضد حكم زياد بن أبيه الذي عين حاكمًا لبغداد وقتئذٍ. أدى موقف زيد السياسي الثوري الأخير ضد الحكم الأموي إلى مقتله الشهيد في حمص بسوريا سنة خمس وستين للهجرة الموافق لسنة ستمئة وثمانية عشر ميلاديًا (651-668). لذلك يعدّ شهادة زيد واحدة من أهم الوقائع التاريخية المثيرة للجدل ولكن محل احترام واسع ضمن الثقافة العربية والإسلامية عامةً.

بذلك نرى كيف أصبح حياة زيد مصدر إلهام للأجيال المتلاحقة عبر القرون ليس فقط بدوره البطولي بل وبفضل شخصيته النبيلة المناصرة للدين الحق والتي استمرت تألق وجودتها رغم مواجهتها الصعوبات والمآسي المختلفة خلال رحلة الحياة القصيرة نسبياً له رحمة وغفران رب العالمين.

التعليقات