تعد سورة الحجرات من السور المكية التي نزلت في مكة المكرمة، وهي تحمل في طياتها وصايا وتوجيهات إلهية هامة للمؤمنين. تتكون السورة من تسع آيات، كل منها تحمل رسالة قيمة لتعزيز التقوى والالتزام في حياة المسلم.

تبدأ السورة بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم" (الحجرات: 1). هذه الآية الأولى تحذر المؤمنين من تقديم أي أمر أو رأي دون الرجوع إلى الله ورسوله، وتحثهم على التقوى والالتزام بشريعة الله.

ثم تأتي الآية الثانية: "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا بالقول لديه كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" (الحجرات: 2). هذه الآية تركز على أهمية احترام النبي صلى الله عليه وسلم وعدم رفع الأصوات فوق صوته، لتجنب حبط الأعمال والجهل بها.

وتتابع السورة بتأكيد على فضل الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله، حيث يقول تعالى: "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم" (الحجرات: 3). هذه الآية تشير إلى أن الذين يلتزمون بهذه الوصية هم الذين اختبرهم الله بالتقوى، ولهم مغفرة وأجر عظيم.

وتتطرق السورة أيضًا إلى موضوع النادمين على النبي من وراء الحجرات، حيث يقول تعالى: "إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون" (الحجرات: 4). هذه الآية تذكر أن الكثير من هؤلاء النادمين ليس لديهم عقلانية أو فهم صحيح لما يقولون.

وتختتم السورة بقوله تعالى: "ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم" (الحجرات: 5). هذه الآية تشجع المؤمنين على الصبر حتى يخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، مما سيكون خيرا لهم، مع التأكيد على رحمة الله وغفرانه.

بهذا، نرى أن سورة الحجرات تحمل في طياتها تسع وصايا هامة لتعزيز التقوى والالتزام في حياة المسلم، وتوجيهات إلهية قيمة لتعزيز العلاقة بين المؤمنين والنبي صلى الله عليه وسلم.