يشكل القرض الحسن أحد أبواب البر والخير في المجتمع الإسلامي، وهو مبني على العديد من الشروط التي تضمن سلامته واتساقه مع تعاليم الدين الحنيف. أولاً، يجب أن يكون الأصل المستخدم في هذا النوع من المعاملات شرعيًا ونظيفًا، أي من مصدر إيرادات غير مشكوك فيها بالكامل. كما يؤكد القرآن الكريم في آية كريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ". بالتالي، الأموال المكتسبة بطرق محرمة مثل الربا وغيرها ليست مؤهلة للقيام بالقروض الحسنة.
كما ينصب التركيز الكبير أيضًا على نوايا القائم والقارِض. هنا، فإن الغاية الأساسية هي خدمة الآخرين وطلب رضا الله تعالى وليس الرغبة فقط في الثناء أو المكاسب الشخصية. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى". يشجع الإسلام بشدة السرية والعفو في قضية الصدقات والجوائز، وهي نفس الروح التي تحدد مساعي القروض الحسنة. عندما يتم القيام بذلك بشكل صحيح، يعد التعامل معه وقبولها فضيلة عظيمة يعترف بها الديان نفسه.
ومن المهم كذلك البحث دائمًا عن طرق لتقديم الدعم لمجموعات تحتاج بشدة إليه بدلاً من تقديم المساعدة للحالات الأكثر ثراءً ظاهرياً. وهذا نهج يحترم كرامة المستفيدين بينما يبشر بتوفير دعم متزايد للمحتاجين حقًا. علاوة على ذلك، تشدد ضوابط القروض الحسنة على ضرورة رد الأموال كاملة وعندما تم الاتفاق عليها ضمنيًا أو مكتوبًا دون تأخير غير مرغوب فيه. إنها طريقة للتأكيد على النظام والاستدامة داخل المجتمع.
على الرغم من أنه قد يبدو للقارض أنه يدفع شيئًا ذا قيمة، إلا أنه بالمفهوم الأساسي لهذه العملية، فإن الأمر ليس مجرد تبادل مادّي بل توطيد رابطة أخلاقية وروحية تتخطى حدود العالم المادي. لذلك، يمكن اعتبار القرض الحسن فرصة فريدة ومجزية لتحقيق السلام الداخلي والتقدم الاجتماعي بناءً على أسس راسخة ومتينة تستمد قوتها من الوحي الإلهي.