تبدأ سورة التين، وهي سورة مكية، بتأكيدات قوية من الله سبحانه وتعالى، حيث يقسم بالشجر المبارك "التين" و"الزيتون"، والجبل المقدس "طور سينين"، وبالبلد الأمين "مكة". هذه الأقسام هي مقدمة لحديث عميق حول خلق الإنسان ورحلته في الحياة.
يخبرنا الله عز وجل في الآية الرابعة أنّه خلق الإنسان في أحسن تقويم، أي في أفضل صورة ممكنة. هذا التكوين الجميل هو نتيجة لقدرة الله العظيمة وحكمته. ولكن، للأسف، يذكر القرآن في الآية الخامسة أن الإنسان قد رد إلى أسفل سافلين، أي إلى حالة من الضياع والجهل، بسبب اختياره للدنيا على الآخرة.
ومع ذلك، هناك أمل للمؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات. لهم أجر غير ممنون، أي أجر لا ينقطع ولا ينقص. هذا الأجر هو ثمرة إيمانهم وعمل صالحهم.
وفي نهاية السورة، يؤكد الله على حكمته وحكمه، حيث يقول "أليس الله بأحكم الحاكمين". هذا التأكيد يعزز فكرة أن كل ما يحدث في الكون هو وفقاً لحكمة الله وقدرته.
بهذا، نرى أن سورة التين هي دعوة للتفكر في خلق الإنسان ورحلته في الحياة، وتذكير بأن الله هو الحاكم العادل الذي يقدر كل شيء بحكمة.