في القرآن الكريم والسفر التوراتيِّ، يُشار إلى قصة النبيّ نوح عليه السلام وسفينته التي نجتُ بها الأرواحَ الصالحة وجنس الحيوانات المختلفة خلال الطوفان العظيم. وعلى الرغم من عدم وجود دليل علمي واضح ومحدد لموقع هذه السفينة التاريخية، إلا أنه هناك عدة روايات وأماكن مشهورة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقصة الدينية الشهيرة. سنستعرض بعض المواقع الأكثر شهرة واعتقادًا بأنها مكان هبوط سفينة نوح.
- جبل الجودي: يعتبر هذا الجبل الواقع شرق تركيا اليوم أحد أكثر الأماكن شيوعًا المرتبطة بسفينة نوح. وفقًا للروايات الإسلامية والتاريخية، فقد رست السفينة بعد الطوفان عند سفح جبل الجودي، المعروف أيضًا باسم "جبل قفقاس". وقد اكتشفت التنقيبات الأثرية والجيولوجية أدلة محتملة تشير إلى ارتفاع مستوى سطح البحر السابق وانخفاض مستواه اللاحق، مما يدعم فكرة حدوث طوفان عظيم كما ورد في النصوص المقدسة. بالإضافة إلى ذلك، يوجد العديد من الآثار والنقوش القديمة التي تصور سفنًا ضخمة مرتبطة بنوح - ربما تكون مبنًى عليها القصة الأصلية لسفنته-.
- منطقة نينوى القديمة: تقع مدينة نينوى التاريخية شمال العراق حاليًا، وهي موطن للإمبراطورية الأشورية الأولى والتي كانت موجودة قبل فترة طويلة من بداية القصص الدينية المتعلقة بالنبي نوح. ومع ذلك، فقد ظهرت نظرية مؤخرًا تفيد بأن منطقة بلاد ما بين النهرين قد شهدت تغييرات جيولوجية كبيرة نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة الناجمة عن نشاط بركاني هائل حدث منذ حوالي 75 ألف عام تقريبًا. وهذه الظاهرة البركانية المكثفة يمكن اعتبارها أساسًا لفكرة الطوفان العالمي الكبير. ومن هنا بدأت الروابط النظرية تربط بين التناقضات الجغرافية المحلية وبين أحداث قصة نوح والنخبة البشرية المنجاة عبر رحلتها النيلوجية الفريدة آنذاك.
- جلبهار داج: تعد قرية جلبهار داج الواقعة ضمن محافظة زنجان بإيران واحدة من أهم المناطق ذات المكانة الدينية لدى المسلمين حول العالم بسبب اعتقاد الكثير منهم بوحدة الصف الشرعية المشتركة لمعتنقي كلا الدينين الإسلامي والمسيحي فيه. وتشير التأويلات الشعبية المحلية هنا غالبًا لحصول نقطة انطلاق بحرية نحو اليابسة لأول مرة عقب نهاية عصر المياه حين غمرت الأرض كلها (أي ما يعود بنا جذوره الحيوية مباشرة للقصة المركزية لنوح). ويعتقد البعض كذلك بتواجد آثار بشرية تعكس مراحل سبقت ظهور حضارات لاحقة مثل تلك الموجودة بمصر وبابل وغيرهما كثير مما تم تناقل أخباره عبر الزمان كالأسفار المقيدة بالكتاب المقدس الإسرائيلي القديم مثلاً... إلخ المزيد من التفاصيل العلمانية والإخبارية الجانبية الأخرى المتعلقة تماماً بما تقدّم أعلاه!
إن البحث المستمر عن مواقع محددة متعلقة بصعود ونصب سفينة النجاة الغامضة المتزامنة مع عصره تحمل تأثيرات عميقة سواء دينياً أو تاريخياً وعلمياً أيضاً تتطلب مزيدا من التحليل والدراسات المتخصصة لتأكيد صدقية ادعاءاته بشكل قطعي ودقيق للغاية حتى الآن نظراً لبقاء أغلب الأدلة بطيئة المنبثقات حديثاً فقط بينما ظلت معظم الحقائق خلف ستائر شبهات وظلال شكوكٍ مبهمة جزئيّة بحكم مرور ملايين الأعوام المديدة اللازمة لإحداث جميع التقسيمات الطبيعية للجليد والأرض والكائنات الأحياء وقتذاك أثناء الزمن المعلوم فيما مضى للأبد!