نزلت سورة المائدة، والتي تُعرف أيضًا بسورة العقود وسورة الأخيار وسورة المنقذة، في المدينة المنورة وفقًا لإجماع العلماء. وقد نزلت هذه السورة منجمة، أي متفرقة في أوقات مختلفة، ولم يرد سبب محدد لنزولها بشكل عام. ومع ذلك، هناك روايات تشير إلى أن بعض آياتها قد نزلت في مناسبات معينة.
وفقًا لبعض الروايات، نزل جزء من السورة عند عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الحديبية، بينما نزل الجزء الأكبر منها في حجة الوداع، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته بين مكة والمدينة عندما بركت به من شدة ثقل الوحي. وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "آخر سورة نزلت سورة المائدة".
تُعد سورة المائدة من السور المدنية التي تناولت العديد من المواضيع الهامة، بما في ذلك تقرير العقيدة الصحيحة، وتأكيد حكم الله وحده، وتنظيم العلاقات بين المسلمين وغيرهم، وبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والمعاملات. كما اشتملت على قصص مثل قصة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام وقصة ابنَي آدم.
وتُسمى السورة بسورة المائدة لأنها تحتوي على قصة المائدة التي سألها الحواريون من عيسى عليه السلام. كما تُسمى بسورة العقود لورود هذا اللفظ في أولها، وبسورة المنقذة لأنها تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب. أما تسميتها بسورة الأخيار فلما فيها من الحث على الوفاء بالعهد الذي هو من شأن الأخيار.
تحتوي سورة المائدة على ثمانية عشر حكما لا يوجد في غيرها من سور القرآن الكريم، بالإضافة إلى الأذان للصلوات الخمس في قوله تعالى: "وإذا نَادَيتُمْ إلى الصلاةِ". وقد اختصت هذه السورة بذكر قصة المائدة التي سألها الحواريون من عيسى عليه السلام.
في الختام، رغم عدم وجود سبب محدد لنزول سورة المائدة بشكل عام، إلا أن بعض آياتها نزلت في مناسبات معينة، وتناولت السورة مواضيع مهمة تتعلق بالعقيدة والأحكام الشرعية والعلاقات بين المسلمين وغيرهم.
