الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس، وفضل بعض سوره على بعض فضلاً عظيماً. ومن هذه السور سورة يس، التي لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها، ولكن المحققين من أهل العلم حكموا على معظمها بالضعف أو الوضع. ومع ذلك، فإن بعض هذه الأحاديث موقوفة على الصحابة بأسانيد حسنة، وبعضها منقول من تجارب بعض الصالحين.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفوراً له" (رواه أبو يعلى). وقوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له" (رواه ابن حبان في صحيحه). وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا على موتاكم يس" (رواه أحمد وأبو داود وغيرهما).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره أن بعض العلماء قالوا: "من خصائص هذه السورة أنها لا تقرأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى"، وكأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة وليسهل عليه خروج الروح.
ومع ذلك، فإن الأحاديث الواردة في فضل سورة يس لا يصح رفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بعضها موقوفات على الصحابة بأسانيد حسنة، وبعضها منقول من تجارب بعض الصالحين. وراجع في ذلك الفتوى رقم: ، والفتوى رقم: ، كما يمكنك مراجعة مقدمة تفسير سورة يس في تفسير ابن كثير.
وفيما يتعلق بطريقة قراءة سورة يس لقضاء الحاجات، فإنها طريقة محدثة لا نعلم قائلا بها من أهل العلم. ومن المهم أن نذكر أن قراءة القرآن الكريم هي عبادة عظيمة، ولكن لا ينبغي أن نربطها بأساليب محددة أو أعداد محددة من القراءات دون دليل شرعي.
وفي الختام، فإن فضل سورة يس واضح في القرآن الكريم نفسه، حيث تحدثت عن توحيد الألوهية والربوبية وعاقبة المكذبين بهما، والقضية التي يشتد عليها التركيز في السورة هي قضية البعث والنشور. نسأل الله أن يجعلنا من القراء المتدبرين لكتاب الله، وأن يرزقنا فهمه وتطبيقه في حياتنا اليومية.