تعد سورة النازعات من السور المكية الخالصة، وهي السورة التاسعة والسبعون في ترتيب المصحف، وتتألف من خمس وأربعين آية في المصحف الكوفي، وست وأربعين آية في غيره. تبدأ السورة بقوله تعالى: "والنازعات غرقا"، حيث يقسم الله- تعالى- بهذه المخلوقات العظيمة على حقيقة البعث والنشور.
تتناول السورة موضوعات متعددة، منها إثبات وحدانية الله- تعالى-، وتأكيد حقيقة البعث والنشور، والرد على الجاحدين الذين أنكروا وقوعه. كما تذكر جانبًا من مناقشات موسى- ﵇ مع فرعون، وكيف أن الله- تعالى- أخذ فرعون أخذ عزيز مقتدر. بالإضافة إلى ذلك، تسلط السورة الضوء على مظاهر قدرة الله- تعالى- في خلقه للسموات والأرض وما اشتملتا عليه من عجائب.
وتختتم السورة ببيان حسن عاقبة المتقين وسوء عاقبة الكافرين، والإجابة على أسئلة السائلين عن يوم القيامة، وتأكيد أن موعد مجيء هذا اليوم مرده إلى الله- تعالى- وحده. كما تتناول السورة موضوعات أخرى مثل وصف يوم القيامة وأهواله، وذكر بعض علاماته، والرد على منكري البعث والنشور.
في سياق تفسير الآيات، يختلف المفسرون في تحديد المراد بالنازعات والناشطات والسابحات والسابقات والمدبرات، حيث يرى بعضهم أن المراد بهذه الموصوفات طوائف من الملائكة كلفهم الله بأعمال عظيمة وأفعال جسيمة. ويذكر ابن عباس أن النازعات هي النفوس التي تغرق في الصدور، بينما يرى مجاهد أنها الموت الذي ينزع النفوس.
وفي الختام، تبرز سورة النازعات أهمية الإيمان بالبعث والنشور، وتدعو إلى التأمل في آيات الله في الكون، وتحث على التقوى والخوف من عذاب الله- تعالى-.