شارك رسول الإسلام، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، في العديد من الحملات العسكرية والمعارك التي تعرف مجتمعة باسم "الغزوات". هذه الأحداث كانت جزءاً أساسياً من حياته وكانت لها تأثير كبير على تاريخ العرب وظهور الدين الإسلامي. وعلى الرغم من عدم وجود تسجيل دقيق لعددها بسبب اختلاف الروايات التاريخية، إلا أنه بالإمكان تحديد حوالي ثمانية عشر غزوة رئيسية.

بدأت الغزوات مع هجرة النبي إلى المدينة المنورة عام 622 ميلادي، والتي تعتبر بداية التقويم الهجري. أولى تلك الغزوات كانت بوادى العقيق، المعروف أيضاً بغزوة بدر الأولى. ثم جاءت سلسلة أخرى من الغزوات مثل غزوة أحد وعسفان وأحد الثانية وغيرها الكثير. كل واحدة منها تحمل دروساً قيمة حول القيادة والإدارة والحرب والاستراتيجية.

أبرز مميزات هذه الغزوات هي التركيز على الدفاع عن المسلمين ضد الاعتداءات الخارجية بدلاً من القيام بحروب توسعية. كما أنها كشفت عن شخصية النبي الشجاعة والصبر والدبلوماسية بالإضافة لأخلاقه الإنسانية أثناء التعامل مع الأنصار والمهاجرين. وفي النهاية، أدت هذه الغزوات إلى تعزيز قوة الدولة الإسلامية الجديدة وتوسع نفوذها الإقليمي.

ومن الجدير بالذكر أن جميع هذه الأمور قد تمت تحت توجيه وتنفيذ مباشر للنبي الكريم، مما يسلط الضوء على دوره الحيوي في تشكيل مسيرة الدعوة الإسلامية منذ بدايتها حتى وفاته سنة 11 للهجرة الموافق لسنة 632 م.