نزلت سورة الحجر كاملة في مكة المكرمة، كما اتفق العلماء على ذلك. وقد وردت روايات عن ابن عباس وابن الزبير تؤكد نزولها في مكة. هذه السورة المكية هي السورة الخامسة عشرة في ترتيب المصحف، وتتكون من تسع وتسعين آية، وتحتوي على ستمائة وأربع وخمسين كلمة، وألفين وسبعمائة وستين حرفًا.
تبدأ السورة بقوله تعالى: "الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين" (الحجر: 1-2)، مما يشير إلى بيانها الواضح للناس وكونها قرآنا مبينا. هذا الختام لالسورة السابقة، سورة النحل، يحدّث عن القرآن الكريم بأنه بيان مبين للناس، وبلاغ يبلغ بهم طريق الحق والإيمان.
وتتطرق السورة إلى العديد من المواضيع، منها:
- رد على المشركين: حيث يقول الله تعالى: "قالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون" (الحجر: 6)، ردًا على استهزاء المشركين برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- التأكيد على رسالة الأنبياء: حيث يقول الله تعالى: "ولقد أرسلنا من قبلك في شعوب الأولين" (الحجر: 10)، مؤكدًا على أن الرسل قد أرسلوا قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- التأكيد على حفظ القرآن: حيث يقول الله تعالى: "وإنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون" (الحجر: 9)، مؤكدًا على أن الله هو الذي أنزل القرآن وهو الذي يحفظه.
- الرد على استهزاء المشركين: حيث يقول الله تعالى: "كذلك نسلكه في قلوب المجرمين" (الحجر: 12)، مؤكدًا على أن استهزاء المشركين بالرسل هو نتيجة طبيعية لقلوبهم المجرمة.
- التأكيد على عدم إيمان المشركين: حيث يقول الله تعالى: "لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين" (الحجر: 13)، مؤكدًا على أن المشركين لن يؤمنوا بالقرآن لأنهم قد خلت سنة من سبقهم من الأمم المكذبة للرسل.
هذه السورة المكية تحمل رسائل مهمة للناس، وتؤكد على رسالة الأنبياء، وتبين حقيقة القرآن الكريم، وترد على استهزاء المشركين.