الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
يعد سجود السهو أحد أركان الصلاة المهمة التي يجب على المسلم معرفتها واتباعها. وقد وردت أحكام سجود السهو في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سها في صلاته، كما جاء في حديث عمران بن حصين: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم، فسها، فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم".
وقد اختلف العلماء في حكم سجود السهو، فمنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بسنيته، ومنهم من قال بوجوبه إذا كان عن نقص، وبندبه إذا كان عن زيادة. أما محل سجود السهو، فقد اختلف العلماء أيضًا، فمنهم من قال إنه قبل السلام، ومنهم من قال إنه بعده.
وينقسم حكم سجود السهو عند الإمام أحمد إلى ثلاثة أقسام: واجب، وسنة، ومباح. فيجب سجود السهو فيما إذا زاد المصلي ركوعاً أو سجوداً ونحوهما، لحديث ابن مسعود رضي الله عنه. ويجب أيضًا على من سلم قبل إتمام الصلاة سهواً. ويسن سجود السهو فيما إذا أتى المصلي بقول مشروع في غير محله، مثل القراءة في الركوع أو السجود.
أما محل سجود السهو عند الإمام أحمد فهو قبل السلام إلا لمن سلم عن نقص ركعة فأكثر. وفي حالة شك المصلي في صلاته، فإنه يرد شكه إلى اليقين، فما غلب عليه أمره فيأخذ به في الزيادة والنقصان. وإن تيقن قبل التسليم فيسجد سجدتين قبل التسليم ويسلم، وإن تيقن بعد التسليم فإنه يكون على حالتين: الزيادة أو النقصان.
وفيما يتعلق بطريقة سجود السهو، فإن التكبير ثم السجود ثم التكبير ثم الرفع من السجود ثم التكبير ثم السجود ثم التكبير ثم الرفع من السجود هو الأسلوب المشروع. ويقال في السجود كما يقال في سجود الصلاة "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات.
وفي الختام، يجب على المسلم أن يتعلم أحكام سجود السهو وأن يحرص على اتباعها في صلاته، لكي تكون صلاته كاملة مقبولة عند الله تعالى.