مقدار كفارة الصيام للمريض: تفصيل شرعي ودليل من القرآن والسنة

التعليقات · 1 مشاهدات

الحمد لله الذي منّ علينا بالشفاء والعافية، ونسأله سبحانه وتعالى أن يديم علينا صحته وعافيته. في الإسلام، نصّ الله تعالى في كتابه العزيز على أن للمريض أ

الحمد لله الذي منّ علينا بالشفاء والعافية، ونسأله سبحانه وتعالى أن يديم علينا صحته وعافيته. في الإسلام، نصّ الله تعالى في كتابه العزيز على أن للمريض أن يفطر ويقضي في أيام أخرى، كما جاء في سورة البقرة: "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" (البقرة: 184).

وبين فقهاء الإسلام رحمهم الله أن من أصيب بمرض لم يستطع معه الصوم بقول طبيب ثقة أن له الفطر والصبر حتى يشفيه الله تعالى ويعافيه مما هو فيه، ولا تجزئه الكفارة. وإذا قرر الطبيب الثقة اليأس من الشفاء من المرض، فتجزئ الكفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم وقدرها مد من طعام، وهو ما يعادل 750 جراما تقريبا.

وبخصوص مقدار الكفارة، جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة على أنه لا يجزئ إخراج النقود في فدية الصوم، والواجب أن تخرج طعاما لقوله تعالى: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" (البقرة/184). قال ابن عباس رضي الله عنهما: "هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا".

وفي حالة المريض الذي لا يرجى برؤه، فإن الكفارة تجزئ عن كل يوم أفطره مداً لمسكين، والمد هو ما يساوي 750 غراماً من الأرز أو غيره، مما يعد طعاماً يقتات به على حسب اختلاف العادات والأعراف. أما المريض الذي يرجى برؤه، فإنه يفطر ثم يقضي، ولا يلزمه كفارة إلا إن أخر القضاء بلا عذر حتى دخل عليه رمضان آخر، فإنه يقضي ويكفر كفارة تأخير القضاء وهي مد عن كل يوم لمسكين.

وفي الختام، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الذين يتبعون هداه.

التعليقات