حكم قص الشعر للمضحي: دراسة فقهية

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. إن مسألة حكم قص الشعر للمضحي هي من المسائل الفقهية التي تناولها العلماء في كتبهم،

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. إن مسألة حكم قص الشعر للمضحي هي من المسائل الفقهية التي تناولها العلماء في كتبهم، وسنستعرض هنا أقوالهم وأدلتهم.

يقول ابن قدامة في "المغني": "ومن أراد أن يضحي فدخل العشر فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئا". ظاهر هذا التحريم هو تحريم قص الشعر، وهو قول بعض أصحابنا وحكاه ابن المنذر عن أحمد وإسحاق وسعيد بن المسيب. وقال القاضي وجماعة من أصحابنا هو مكروه غير محرم، وبه قال مالك والشافعي لقول عائشة: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلدها بيده ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر الهدي. متفق عليه.

ويستدل القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي". رواه مسلم. ومقتضى النهي التحريم، وهذا يرد القياس ويبطله، وحديثهم عام وهذا خاص يجب تقديمه بتنزيل العام على ما عدا ما تناوله.

ويقول النووي في "المجموع": "مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي". وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره ذلك، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم، وعن مالك أنه يكره وحكي عنه الدارمي يحرم في التطوع ولا يحرم في الواجب. واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة، واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة أنها قالت: "كنت أفتل قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلده ويبعث به ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتى ينحر هديه". رواه البخاري ومسلم.

وبناءً على ما سبق، فإن الأحوط بلا شك لمن أراد التضحية أن يجتنب الأخذ من شعره وأظفاره عملاً بالحديث وخروجا من خلاف الأئمة. والله أعلم.

وفي الختام، نرجو أن يكون هذا المقال قد قدم نظرة شاملة حول حكم قص الشعر للمضحي، مستندًا إلى أقوال العلماء وأدلتهم.

التعليقات