روى بعض الصحابة رضي الله عنهم قصصًا عن لقاءاتهم مع الجن، ومن بين هؤلاء الصحابة أبي بن كعب رضي الله عنه. فقد روى النسائي في سننه الكبرى قصة أبي بن كعب مع الجن، حيث ذكر أنه كان له جرن فيه تمر وكان يتعاهده، فوجده ينقص فحرسه فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم. فسلمت فرد السلام، فقلت له: "من أنت؟ أجن أم إنس؟" قال: "بل جني". ثم قال له أبي بن كعب: "ما الذي حملك على ما صنعت؟" فقال: "بلغنا أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك". فقال أبي بن كعب: "فما الذي يجيرنا منكم؟" فقال: "هذه الآية.. آية الكرسي". ثم غدا أبي بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق الخبيث".
كما روى الترمذي قصة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مع الجن، حيث كانت له سهوة فيها تمر وكانت الغول تجيء فتأخذ منه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم". فأخذها فحلفت أن لا تعود فذكر ذلك ثلاثا فقالت: "إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره".
هذه القصص تثير تساؤلات حول قدرة الجن على التأثير المادي في العالم المادي، وهو ما يتعارض مع بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى أن الشيطان لا يفتح بابا ولا يكشف غطاء. ومع ذلك، فإن هذه القصص لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، حيث أن الجن مخلوقات لها وجودها الخاص، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية.
من المهم أن نلاحظ أن هذه القصص لا تعني أن الجن قادرون على السرقة أو الطيران أو المشي على الماء دون تمثل بشيء مادي. ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره من الأحاديث الكثيرة، يذكر أن الجن يتلبسون ببعض الإنس، ولكن هذا لا يعني أنهم قادرون على التحرك المادي دون تمثل.
في النهاية، يجب علينا أن نؤمن بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأن نتحلى باليقظة والحذر من أي ادعاءات تتعارض مع هذه المصادر الثابتة.