إن الحفاظ على اللسان أحد أهم القيم التي يحث عليها الدين الإسلامي، لما له من تأثير مباشر على حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأدعية المستمدة من الكتاب العزيز والسنة المطهرة والتي يمكنها المساعدة في تحقيق هذه الغاية النبيلة.
إحدى أدعية الحفظ هي سورة الفلق، وهي واحدة من سور المعوذات الثلاث الأخيرة في الجزء الثلاثين من المصحف. يقول الله تعالى فيها: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ". هنا يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية الاستعاذة بالله وحده ضد كل شر قد يأتي إلينا من مخلوقات الله المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، وردت العديد من الأحاديث النبوية المتعلقة بحفظ اللسان. منها حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا هذه القاذورات...» الحديث - قيل يا رسول الله وما القاذورات؟ قال: «الظن والظن والظن». بهذا الحديث، يوجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين لتجنب الظنون السيئة لأنها غالباً ما تؤدي إلى الوقوع في الأخطاء والتلفظ بما ليس ينبغي قوله.
كما ورد أيضاً دعاء آخر في صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وهزلي...». وهذا الدعاء يشمل طلب المغفرة لكل أنواع الخطايا والمعاصي المرتكبة سواء كانت عمداً أم سهواً، مما يعني ضرورة مراقبة النفس وتقييد اللسان باستمرار.
وفي النهاية، فإن اتباع هذين الدرب — دراسة كتاب الله وهدي رسوله الكريم— سيؤدي بلا شك إلى زيادة يقظة القلب والعقل تجاه استخدام اللسان بطرق بناءة ومحافظة. إنها حماية عميقة للفرد ولجميع من حولنا أيضا.