في عالم الدين الإسلامي الواسع والممتد، هناك أربع مذاهب فقهية رئيسية تلعب دوراً أساسياً في توجيه الحياة اليومية للمسلمين حول العالم. هذه المذاهب هي الحنفيّة، المالكيّة، الشافعيّة، والحنبليّة. كل واحدة منها لها تاريخ طويل وتقاليد غنية تعكس تنوع وفهم عميق لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية.
- المذهب الحنفي: يعتبر هذا المذهب الأكثر انتشاراً خارج شبه الجزيرة العربية. أسسه الإمام أبو حنيفة النعمان البغدادي في القرن الثاني الهجري. يتميز بميله للرأي الشخصي واستخدامه للأدلّة الظاهرية مثل القياس والاستحسان.
- المذهب المالكي: سمي نسبةً للإمام مالك بن أنس المدني. وهو الأكثر شيوعاً في شمال أفريقيا والأندلس ومصر حالياً. ينطلق منهج المالكين من قاعدة "العادة مقتضية"، مما يعني اعتمادهم الكبير على العادات والتقاليد المحلية عند تطبيق الأحكام الشرعية.
- المذهب الشافعي: تأسس على يد الإمام محمد بن إدريس الشافعي المصري. هذا المذهب يشجع كثيراً على الاستدلال بالقياس وعمل الاجتهاد الفردي بناءً على النصوص الدينية الأصلية. كما أنه معروف بتعدد أصواته داخل المدرسة نفسها بسبب الرأي الحر والأخذ بالأصول العامة للدين.
- المذهب الحنبلي: مؤسسه هو الإمام أحمد بن حنبل البصري. يُعتمد فيه بشكل كبير على الآراء الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم وعلى أحاديثه. يحظى بشعبية خاصة في العراق والشام ودول الخليج العربي.
على الرغم من اختلافاتها، فإن جميع هذه المذاهب تشترك في الاحترام المتبادل للتراث الإسلامي المشترك وتحافظ على روح الوحدة بين المسلمين رغم تعدد المدارس الفكرية والفقهية منهم. إن فهم الاختلافات بينها يمكن أن يساهم في تقدير واحترام ثراء التراث الثقافي والديني للإسلام الغني والمعقد.