تُعدّ الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، وهي تحظى بمكانة سامية عظيمة لدى المسلمين منذ القدم وحتى يومنا هذا. ومن بين أهم مرافقها وأكثرها رمزية هو "باب الله الأعظم"، والذي يعرف أيضًا باسم "باب الكعبة". يعود تاريخ هذا الباب إلى العصر النبوي الشريف؛ فقد أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتحويل المدخل الشرقي للمسجد الحرام ليصبح مدخلاً رئيسياً للكعبة نفسها.
يقع باب الكعبة تحديداً في الجهة الشرقية منها، ويتميّز بتصميم فريد وحجم كبير يُعبر عن عزته ومكانتها الخاصة في الإسلام. يتميز بناؤه بالعمارة الإسلامية التقليدية باستخدام الأحجار الكريمة كالبازلت والحجر الأبيض الغامق اللون وهو مصنوع بشكل أساسي من الخشب المنقوش بدقة وزخارف معقدة تعكس جمالية الفن الإسلامي القديم. ويبلغ عرض الباب حوالي مترين ونصف متر، بينما يصل ارتفاعه لأربعة أمتار تقريبًا.
على مر التاريخ، شهد باب الكعبة العديد من الإصلاحات والتجديدات التي قام بها خلفاء الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وغيرها من الدول الإسلامية المختلفة لتحسين تصميماته وتدعيمه ضد عوامل الزمن والمحيط الخارجي القاسي حول البيت الحرام. وفي عام ١٣٨٠ هـ/١٩٦١ ميلاديًّا، خضع الباب لتغيير جذري حيث تم استبداله تماماً بصناعة جديدة أكثر توفيراً للعوامل البيئية والأمان وفق المواصفات الهندسية الحديثة آنذاك.
ويستخدم مفتاح باب الكعبة حاليًا لفتح وإغلاق المسجد الحرام وكافة مبانيه الداخلية والخارجية بما فيها حرم الكعبة المتوجب حفظه ورعايته دائماً. وقد تولى مهمة حمل المفتاح عائلات شريفة داخل المملكة العربية السعودية منذ العصور القديمة حتى الآن، وهم مسؤولون مباشرة أمام الملك السعودي لحفظ هذه الهدية الثمينة واستعمالها بحسب الضوابط الدينية والفقهية المرعية للأمر العام. وهكذا يظل رمز الباب المبارك شاهداً على مكانة الحرم المكي ودور المملكة الراسخ في خدمة بيوت الله المقدسة وبشكل خاص مسجد الكعبة المشرفة.