تولّى عبد الله بن حسن بن ثابت الأنصاري، أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأجلاء، مهمة إدارة وتنظيم "بيت المال"، وهو المؤسسة المالية التي كانت مسؤولة عن جمع وصرف موارد الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين. يُعتبر هذا المنصب ذا أهمية كبيرة نظراً لدوره المحوري في تنظيم شؤون المجتمع المسلم الناشئ آنذاك.
كان لـ عبد الله بن حسن مكانة مرموقة لدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار بسبب عدله وثقته فيما يوكل إليه. فقد أثبت قدرته العالية في إدارة الأمور المالية بحكمة ونزاهة، مما جعله خياراً مثالياً لتولي هذه المسؤولية الحساسة. وقد جاء اختياره بعد استشارة الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً.
تحت رعاية ابن حسن، شهد بيت المال ازدهاراً ملحوظاً خلال فترة حكم سيدنا أبو بكر الصديق والخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. فعلى الرغم من محدودية الموارد المتاحة للدولة الفتية آنذاك، إلا أنه تمكن بشكل فعال من تنظيم نظام ضريبي عادل وشامل يشمل الزكاة والخراج وغيرهما من الضرائب المستحقة. كما عمل جاهدًا للتوزيع الإنصاف للمساعدات بين الفقراء والمعوزين داخل وخارج المدينة المنورة، وذلك وفق تعاليم الدين الإسلامي الشريف.
إن إنجازات عبد الله بن حسن كخازن لمال المسلمين تقدم نموذجًا متميزًا للإدارة الرشيدة والمسؤولية الأخلاقية تجاه أموال الآخرين. فهو ليس فقط شخصية تاريخية بارزة بل قدوة يحتذى بها لكل مسؤول حكومي يسعى لتحقيق العدالة والاستقامة في التعامل مع مقدرات شعبه وأمواله العامة.
