تعتبر توسعات الحرم المكي جزءاً أساسياً من جهود المملكة العربية السعودية الدؤوبة لتوسيع مكان العبادة الأقدس للمسلمين حول العالم. بدءاً من الفترات الأولى للإسلام وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، شهد المسجد الحرام العديد من المشاريع التي أدت إلى زيادة قدرته الاستيعابية بشكل كبير.
في بداية الإسلام, كان الركن الأساسي للحرم هو الكعبة فقط. بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, استمرت عملية البناء والتوسعة خلال الخلفاء الراشدين، خاصةً تحت حكم عمر بن الخطاب حينما تمت إضافة الروضة النبوية والمصلى الخاص بالمسلمين الذين لم يتمكنوا من دخول البيت الحرام.
وفي القرن الثامن الهجري، بدأ أول مشروع موسّع رئيسي مع بناء السلطان صلاح الدين الأيوبي للرواق الشرقي للحرم سنة 628 هـ. ثم جاء دور الدولة العثمانية التي قامت بتوسعة كبيرة أخرى عام 1195 هـ تحت حكم سليمان القانوني تضمنت إنشاء رواقين جديدين ومئذنتين جميلتين.
مع مرور الوقت، واصلت الإمبراطوريات والحكومات الإسلامية إحداث تحسينات وتعديلات تتناسب ومتطلبات الزمن المتغير واحتياجات السكان المتزايدين. وفي عصر النهضة الحديثة، جاءت أهم وأبرز مرحلة من عمليات التوسعة طوال تاريخ الحرم المكي أثناء فترة ملك عبد العزيز آل سعود المؤسس لدولة المملكة العربية السعودية الحديثة. فقد أمر بإعادة تأهيل وتعظيم حرم مكة المكرمة بتوجيه مباشر منه وبإشراف ابنه الملك فهد رحمه الله.
واليوم، وخلال عهد قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مستمرة الجهود الرامية نحو مواصلة تطوير وإدارة هذا المكان المقدس بما يحقق راحة زواره ويضمن سلامتهم ويتوافق مع تعاليم الإسلام الغراء.