اسم الله "المهيمن" يحمل العديد من المعاني والدلالات الجميلة التي تعكس قدرته سبحانه وتعالى وكماله. هذا الاسم الفريد يشير إلى أن الله مطلع علي كل الأمور، خفاهها وباطنها وظاهرها. فهو يعلم ما تخفي النفوس والأعمال السرية للإنسان، كما أنه عظيم القدر والجلال، لا يخفا عليه شيء فيما بين السماء والأرض.
ورد اسم الله "المهيمن" في القرآن الكريم
ذكر اسم الله "المهيمن" في أكثر من مكان في الكتاب العزيز. وفي الآية التالية نجد وصفًا جميلاً لمكانة هذا الاسم: "(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر)" [الحشر:23]. بالإضافة إلى ذلك، ورد ذكر اسم "المهيمن" في آيات أخرى مثل آية نزول القرآن: "وأنزلت إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه". هنا، يؤكد القرآن الكريم على دور هذا الاسم كمضمون صادق لما سبق من كتب سماوية ورقيب عليهم جميعا.
أسرار اسم الله المهيمن
- المظلوم: باسمه المهيمن، يستطيع الإنسان الإحساس بأن مظلوميته ليست مستترة عن الله عز وجل، مما يمكن أن يشجع على الثبات والصبر حتى يأتي الفرج.
- وديعة النعم: إن فهم أن الله رؤية دائمة لنعمه وغنائم الحياة يقود إلى الشكر والإخلاص في استخدام تلك النعم بما يرضا رب العالمين.
- الطمانينة والسكينة: إدراك أن الله المهيمن قادر على منح الطمأنينة والسكون للنفوس البشرية يساعد المرء على تجنب الهواجس والخوف المستمر.
- الإرشاد: كون الله الهادي والمعين بطبيعته يعني أن اتباع طريق الحق ليس مجرد فرض ديني بل أيضا طريق لتحقيق الخير والنفع الشخصي.
تأثير معرفة اسم الله "المهيمن" على المسلمين
بالنظر لهذه الجوانب المختلفة لاسمه الرباني، يمكن استنتاج عدة تأثيرات مهمة للمؤمن حين يستوعب حقائق اسم الله "المهيمن":
* الشعور بتواجد العين المطلة باستمرار يجعل أداء الأفعال حسب رضاه هدف أول وثابت للأعمال اليومية للأفراد.
* كونه رقيبًا دائمًا يكسب الإنسان حساسية أعلى عندما يتعلق الامر بالأخلاق الشخصية وأداء الواجبات الدينية بكامل احترامها وصلاحيتها.
* الاعتراف بأنه مدبر شامل لأحوال القلب وغيرها قد يساهم بشكل كبير بالقضاء على المخاوف الذاتية غير الضرورية تجاه انطباع الآخرين أو تحقيق مكاسب مادية قصيرة المدى بغض النظر عن شرعية وسائل الحصول عليها .
ختاما، فإن فهم معنى واحتمالات واسماء الله الواحد الأحد تؤدي دورا حيويا لتكوين أفكار ايجابية قوية داخل نفس مسلم متدين تؤثر بالتالي بشكل مباشر وطويل الامد نحو طريقة حياته العامة وأهدافه الروحية والاخلاقية كذلك.