الحمد لله الذي أرسل رسوله رحمة للعالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله بهداة للناس كافة، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات وأجل العبادات، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد وردت عدة صيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، ولكن هناك صيغة معينة هي الأفضل والأشرف، وهي التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم. إنك حميد مجيد." (متفق عليه)
استدل الحافظ ابن حجر رحمه الله بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكيفية بعد سؤالهم عنها بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه، لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل. ويترتب على ذلك لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة، فطريق البِر أن يأتي بذلك.
ومن ثم، فإن أفضل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي تلك التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم، وهي: "اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم. إنك حميد مجيد."
ومع ذلك، فإن كل لفظ أدى معنى الصلاة والسلام، ولم يشتمل على محذور شرعي، سائغ لا حرج فيه. وقد كان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: "فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون."
وفي الختام، نوصي المسلمين بالالتزام بهذه الصيغة الثابتة والاقتصار عليها في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأن كل لفظ أدى معنى الصلاة والسلام سائغ لا حرج فيه. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا للصلاة على نبيه الكريم كما ينبغي له.