يتمتع البشر بصفة فريدة تميزهم عن العديد من الكائنات الحية الأخرى - الصفة التي يمكن اعتبارها كنبض الحياة نفسه؛ إنها ضعفهما. هذا الضعف ليس عيباً أو نقصاً، ولكنه جزء أساسي من تركيبتهم الفسيولوجية والنفسية والعاطفية. يولد الطفل بجسم هش وعقل فارغ، ويستغرق سنوات لكي يكبر ويتعلم كيفية التعامل مع العالم من حوله.
إن ضعف الإنسان في البدء يجعل منه مخلوقاً قابل للتطور والتغير والتكامل. فهو يحتاج إلى التعليم ليبني معرفته، والصحة لاتحافظ على قوته الجسدية، والعلاقات لبناء شبكة الدعم الاجتماعي. بالإضافة لذلك، فالقوة العظيمة للإنسان تكمن أيضاً في قدرته على التفكير النقدي، والإبداع، والمبادرة. هذه القدرات ليست شائعة بين الكائنات الأخرى، وتظهر مدى تعقيد الطبيعة الإنسانية.
لكن رغم كل القوة الداخلية الموجودة داخل النفس البشرية، إلا أنها تبقى معرضة للخطر الخارجي. فقد تكون صحته مهددة بالمرض، حياته عرضة للأحداث غير المتوقعة مثل الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية، وقد يكون عقله تحت تأثير الأفكار الضارة بسبب الظروف الاجتماعية المقيدة أو البيئة الثقافية السلبية. هنا تأتي أهمية المجتمع والدولة والحكومة في تقديم الشبكات اللازمة لحماية الأفراد ومن ثم تحقيق الرقي العام للمجتمع.
بالتالي، بينما قد يبدو الضعف البشري مصدر للقوة أيضًا، فهو يتطلب دائماً العمل الجاد والتفاني لتجاوزه وتحقيق الأفضل لنا وللمجتمع الذي نعيش فيه. إن إدراكنا لهذه الحقيقة هو الخطوة الأولى نحو التحسين المستمر والبقاء متقدمين في مسار تنمية الذات والمجتمع.