الملائكة، تلك الأرواح التي خلقت من نور حسب العقيدة الإسلامية، تتمتع بخواص وخصائص فريدة تعكس عظمة قدرتها وأدوارها الهامّة ضمن نظام الكون. وفقاً للتراث الإسلامي الغني والمذهّب بالمعرفة الربانية, فإن للملائكة العديد من الصفات الجلية والتي تساهم بشكل كبير في فهم دورهم وموقعهم في فلسفة الخلق الإلهي.
أولى هذه الصفات هي "العلم". الملائكة هم مخلوقات عالمة بكل ما يحدث في هذا الكون. كما ورد في القرآن الكريم: "وعلم آدم الأسماء كلها"، يشير العلماء إلى أنه ربما كان الله قد علم الملائكة الأسماء أيضاً قبل ذلك الحدث التاريخي الكبير. هذا العلم ليس فقط معرفياً ولكن أيضا روحانياً؛ فهو يمكّنهم من القيام بمختلف الأعمال المستمدة من الوحي الإلهي.
صفة أخرى بارزة للملائكة وهي "الطاعة المطلقلة". إن طاعتهم لله تعالى غير مشروطة ولا تحتاج لأسباب خارجية لأنها تنبع مباشرة من إيمان عميق وإخلاص مطلق له جل وعلا. يقول عز وجل في محكم آياته:"إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون." هذا المثابرة والتذكر المتواصل يعكس مدى استعدادهم الدائم للقيام بما أمرهم الله به وتجنب المحرمات.
بالإضافة لذلك، يتميزون بـ "الانشراح والقوة الروحية". غالبًا ما تصوّر الرسوم الفنية والعناصر الأدبية الملائكة ككائنات مضيئة ذات أجساد ساطعة ونورانية. يُعتقد بأن قوة روحية هائلة تولد منها جميع أعمال الخير والأعمال الصالحة التي تقوم بها هذه المخلوقات.
وأخيراً وليس آخرًا، فإن الملائكة معروفين أيضًا بـ "الحكمة والحنان". فهي ليست مجرد أدوات لإرادة الله وإنما لها نوايا حسنة تجاه البشرية. يمكن رؤية مثال واضح للحنان عندما نكون أمام قصة جبريل عليه السلام وكيف حمل سيدنا زكريا النبي بسارة حتى غرفة أمراهيم بعد وفاة زوجته الأولى حنة رضوان الله عليهم جميعاً.
هذه بعض أهم الصفات المرتبطة بالملائكة كما ذكرتها النصوص المقدسة والأحاديث النبوية الشريفة والتي تؤكد على مكانتهم الخاصة ودورهم الحيوي داخل النظام الكوني للإنسanity والإلهية معاً.