نزلت سورة الكافرون ردًا على اقتراح تقدم به بعض المشركين من قريش، وهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن المطلب وأمية بن خلف. اقترح هؤلاء المشركون على النبي محمد ﷺ أن يعبد معهم آلهتهم سنة، ويعبدوا معه إلهه سنة، في مصالحة بينهم وبينه وإنهاء للخصومات في نظرهم. لم يجب النبي ﷺ بشيء حتى نزلت هذه السورة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ (الكافرون: 1).
وفقًا لرواية ابن عباس، فإن قريشًا دعت النبي ﷺ إلى أن يعطيهم مالًا ليصبح أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، بشرط أن يكف عن شتم آلهتهم ولا يذكرها بسوء. فجاء الوحي من عند الله: ﴿قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ﴾ (الكافرون: 1-2)، وأنزل الله: ﴿قُلْ أفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أعْبُدُ أيُّها الجاهِلُونَ﴾ (الزمر: 64).
كما روى وهب بن منبه أن قريشًا قالت للنبي ﷺ: إن سَرّك أن نتبعك عامًا، وترجع إلى ديننا عامًا. فأنزل الله: ﴿قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ﴾ (الكافرون: 1-2) إلى آخر السورة.
هذه السورة الكريمة تؤكد على رفض النبي ﷺ لأي شكل من أشكال الشرك والتوحيد، وتبين أن لكل شخص دينه الخاص، وأن الإسلام لا يمكن أن يتنازل عن مبادئه الأساسية.