حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة: دراسة مقارنة

التعليقات · 11 مشاهدات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن مسألة حلق اللحية هي من المسائل التي اختلف فيها العلماء، واختلف فيها المذاهب ال

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن مسألة حلق اللحية هي من المسائل التي اختلف فيها العلماء، واختلف فيها المذاهب الأربعة: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي.

في المذهب الحنفي، يرى الإمام أبو حنيفة أن حلق اللحية حرام، مستندًا إلى حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي رواه البخاري ومسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى". كما استدل الإمام أبو يوسف بحديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- الذي رواه الترمذي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يأخذ من شاربه، فليس منا".

أما المذهب المالكي، فيرى الإمام مالك بن أنس أن حلق اللحية حرام أيضًا، مستندًا إلى نفس الأحاديث السابقة. كما استدل الإمام مالك بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه مسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جزوا الشوارب، واعفوا اللحى، خالفوا المجوس".

وفي المذهب الشافعي، يرى الإمام الشافعي أن حلق اللحية مكروه، مستندًا إلى حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- السابق. كما استدل الإمام الشافعي بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه مسلم أيضًا.

أما المذهب الحنبلي، فيرى الإمام أحمد بن حنبل أن حلق اللحية حرام أيضًا، مستندًا إلى نفس الأحاديث السابقة. كما استدل الإمام أحمد بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه مسلم أيضًا.

ومن الجدير بالذكر أن جميع المذاهب الأربعة اتفقت على أن إعفاء اللحية واجب، وأن قصها أو حلقها محرم. كما اتفقت على أن حلق اللحية ليس من الكبائر إلا إذا كان الشخص يواظب عليه.

وفي الختام، نجد أن المذاهب الأربعة اتفقت على حرمة حلق اللحية، مع اختلاف في درجة التحريم بين المكروه والحرام. ومع ذلك، فإن جميع المذاهب اتفقت على وجوب إعفاء اللحية وتوفيرها.

التعليقات