في ليلة عزيزة تُعرف بليلة القدر، وفي شهر رمضان المبارك تحديدا، تعرضت حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لموقف استثنائي وعجيب. هذه الليلة كانت شاهدة على الحدث التاريخي المشهور باسم "الإسراء والمعراج". بدايةً، تم نقل الرسول، برفقة جبريل عليه السلام، بطريقة غير اعتيادية وغير مألوفة حيث سافر عبر الجو من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين، وهو الأمر الذي يُعرف بالإسراء. هذا الرحيل المفاجئ لم يكن مجرد انتقال بدني بل كان تجربة روحية عميقة للنبي.
بعد ذلك مباشرة، أخذ جبريل رسول الإسلام في رحلة معراج نحو السماوات العلى، مما مكّن الحبيب المصطفى من مشاهدة عجائب خلق الله ومناقشة بعض الأمور الدينية الهامة مع العديد من الشخصيات التي سبقت وجودها مثل آدم ونوح وعيسى وإبراهيم عليهم جميعا السلام. خلال تلك الرحلات القصصية، أمر الله بأن يتم فرض خمسين صلاة يوميا ولكن بعد اقتراحات وتوسعات وصلوا بها للخمس الصلوات فقط بسبب الضغط المستمر للمؤمنين آنذاك.
هذه التجربة الروحية والدينية لها دور كبير في تشكيل العقيدة الإسلامية وأصبحت جزءاً أساسياً ومحتفى به في الدين الإسلامي حتى اليوم. فهي دليل قاطع على قدرة الله وحكمته، وكذلك إظهار للعظمة الروحية والنبوية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن قصة الإسراء والمعراج ليست مجرد حدث تاريخي فحسب؛ إنها رمز للقوة الروحانية والإلهام لمن آمن برسالة الإسلام وللعالم ككل.