بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 632 ميلادي، واجه المسلمون تحديًا كبيرًا تمثل في "حروب الردة". هذه الحروب كانت مجموعة من الصراعات التي اندلعت نتيجة رفض بعض القبائل العربية الاعتراف بخلافة أبو بكر الصديق كخليفة للنبي بعد وفاته.
من الناحية الدينية، كانت هذه الفترة مليئة بالاضطراب بسبب الجدل حول قيادة المسلمين بدون وجود قائد ديني مباشر مثل الرسول الكريم. العديد من القبائل الرعوية التي عاشت خارج نطاق الدولة الإسلامية الوليدة اعتبرت نفسها غير ملزمة باتباع تعاليم الإسلام أو دفع الجزية للمسلمين الذين كانوا يعتبرونها نوعاً من الضرائب.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تأثير سياسي واقتصادي واضح لهذه الأحداث. فالقبائل المرتدة كانت تريد الاستقلال الاقتصادي والعسكري، ورأت فرصة للاستقلال عن السلطة المركزية للدولة الجديدة. كما أنها حاولت استعادة الهيبة والمكانة التي فقدتها خلال فترة حكم النبي.
أدت حروب الردة إلى سلسلة من المعارك الرئيسية بين القوات الحكومية والخارجين على القانون المحسوبين على قبيلة بني حنيفة وبني أسد وغيرهما. انتهت تلك الحرب بانتصار الحكومة الإسلامية واستقرار الوضع السياسي والديني داخل المجتمع الإسلامي. لكنها تركت بصمة واضحة في تاريخ الإسلام المبكر وأثرت بشكل كبير على طبيعة العلاقة بين الدين والدولة في العالم الإسلامي فيما بعد.