كيف رحل عمر بن عبد العزيز: قصة موته المروعة بالسُمّ

التعليقات · 0 مشاهدات

ولد عمر بن عبد العزيز عام 64 هـ بمدينة حلوان المصرية لأبوين كريمين هما عبد العزيز بن مروان وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. عاش طفولة هادئة وسط

ولد عمر بن عبد العزيز عام 64 هـ بمدينة حلوان المصرية لأبوين كريمين هما عبد العزيز بن مروان وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. عاش طفولة هادئة وسط بيئة علمية ودينية متزنة. عندما تولى خلافته مطلع القرن الثاني الهجري، برز كمستنير سياسي واجتماعي جعل العدالة أساس حكمه.

لم يكن عمر البالغ آنذاك الأربعين عامًا يعلم أنّ أيام حياته ستكون معدودة أمام مؤامرة سوداء دبَّرت ضده. اشتاطت النفوس بسبب إصلاحاته الجريئة التي تستهدف الاستئثار بالأملاك العامة واستعادة حقوق الدولة منها. دفع هذا الوضع العديد ممن تربطهم مصالح مع النظام القديم لإعداد خطة لإبعاده بالقوة.

بدأ المؤمنون بحكمه يشعرون بأن شيئًا غير طبيعي يحدث حول الأمير الشاب الورع. لاحظوا وجود شبهات حول مخطط محتمل لاستهداف شخصيته المهمة داخل المملكة الإسلامية المترامية الأطراف آنذاك. اقترح البعض توخي الحذر واتخاذ تدابير احترازية لحماية صحته. أجاب عمر بطيبة قلبه وغزارة إيمانه: "اللهم إن كنت تعلم أني اخشى يوماً دون يوم القيامة فلا تأمن خوفي." ولم يبالِ بالتأكيدات بل آثر الثقة بالإله سبحانه وتعالى.

وبالفعل تحققت نبوءتهم المحزنة بوفاته المبكرة نتيجة تسميمه. اكتشف الجهاز الرقابي المكلف بفحص طعامه آثار سم غذائي مهلك. وعلى الرغم مما تعرض له من خيانة وسوء نيّة، فإن عفوه الكريم تمثل بتوجيه للغلام الفاسد: «إذهبْ حيث لا يرَاكَ أحَد». ثم أمر بإخراج المال المغنم منه وإلقائه خارج بيت مال المسلمين كتعبير عمّا يعانيه الشعب داخلهم أيضًا. وبعد مرض مفاجئ دام ثلاثة ايام فقط, انتقل الى جوار رب العالمين راضيًا مرضيًا عن عبادة ورسالته.

كانت شخصية عمر مثال حي لتطبيق تعاليم الإسلام الواقعية عبر تطبيق الحكم العادل والاستقامة الدينية الخالصة والتي أثارت المكر المستتر ضد صاحبها المفدى بدافع المنافع الخاصة والمصلحة الشخصية الضيقة لفئات قليلة محصورة. وقد وصفت وفاة الشخص الجدير بالحزن الكبير لما تركه خلفه من بصمة سامية لن تسقط عنها طبقات الزمن المسننة ولكنها ظلت شاهدة علي اهتماماته الإنسانية النادرة بين الصف الأول للزعماء التاريخيون الذين عرفهم عالم العرب والإسلام منذ بداية نشأة دولة الدعوة الاسلامية وانتشارها وانتشار دعوتها للحكمة والعرفان والقسط والدين الحق ليعم الخير والنظام العالمي الواحد تحت شعار واحد وهو شعار الدين المطلق وليس دين عشائر محلية تحقق لها ما تريد وفق سهو المصالح الذاتية والجشع السياسي الجامح للجشع والتسلط والاستئثار .

التعليقات