في رحاب الأسئلة المتعلقة بالحياة الآخرة وبقاء تأثير العالم المادي على النفوس الإنسانية بعد الفراق الدائم بين الروح والجسد، يأتي سؤال مهم حول قدرة الموتى على الإحساس بالأحداث الخارجية، ومن ضمنها البرد. هذا الاستعلام يتعلق بمكانة خاصة ومفصل دقيق في مسيرة حياة البشر، وهي فترة الانتقال من عالم المرئيات والمدركات الحسية إلى مستوى آخر أكثر غموضًا وغيبية. ولذلك فإن النظر فيه يتطلب انتقاء دقيقة للأدلة الدينية والفلسفية النفسية ذات الصلة.
الأدلة الدينية
وفقًا للتوجهات الإسلامية، فإن المسائل المرتبطة بحالة الأشخاص بعد وفاته هي مسائل غيبية، مما يعني أنها خارج مجال التأكد العلمي والتجربة البشرية التقليدية. وتؤكد التعاليم الإسلامية عدم وجود أدلة واضحة ونهائية في القرآن الكريم والسنة النبوية بشأن مشاعر الأحياء تجاه أحوال أفراد المجتمع حين وفاة أحد الأعضاء. ومع ذلك، هناك بعض الأحاديث التي تشير إلى استمرارية التواصل غير المباشر بين الأحياء والأموات. يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:"إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قَبْرِهِ، إنَّه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالِهِمْ إذا انْصَرَفُوا"، وهذا الحديث يُظهر القدرة الظاهرة لدى الأموات على الشعور ببعض التحولات البيئية مثل حركة من حولهما عند مغادرتهم المقبرة مباشرةً.
بالنسبة لفكرة الاحساس بالبرد تحديدًا، فإن معظم العلماء يؤمنون بأن الظروف الجسدية المادية تتوقف لدى الشخص عند لحظة انتقال روحه إلى ملكوت الخالق عز وجل. وكما ذكر الدكتور عبد الله الغنيمان، فإنه من المعقول اعتبار حالة النوم العميق مثالا لتلك الحالة، إذ يفقد النائم ارتباطه بالتجارب المحسوسة بشكل مؤقت حتى يقظته. وفقًا لهذه الرؤية، يمكن اعتبار التجمد كأحد الأفكار المنطقية لما قد يحدث لجسد شخص متوفي ليس له سيطرة علي جسمه بسبب انفصال روحه عنه.
منظور نفسي
بالإضافة إلى الجانب العقائدي والديني لهذا الموضوع، تجدر الإشارة أيضًا إلى وجهة نظر علم نفسية مرتبطة بهذا السياق. فعلى الرغم من كونها مجرد نظريات وليس عقائد ثابتة، فقد اقترحت دراسات نفسية حول ظاهرة الاحتفاظ بالوعي القصير المدى بعد الضربات القلبية المفاجئة لدعم احتمالية شعور الأشخاص بالإحساس المؤقت نحو الآخرين وما يحيط بهم عقب الموت بنصف ثانية أو ثانيتان فقط قبل النهاية الكاملة لنشاط المخ باستبداله بسكون دائم كما لو كان عملاً آخر داخل عملية الانقطاع التدريجي للحياة اليومية المعتادة لنا جميعًا. بناءً على تلك الدراسات النفسية الحديثة والتي توفر ملاحظات نادرة للغاية عبر تقنية التصوير بالموجات المغناطيسية الوظيفية، يمكن وضع نموذج تخيلي محتمَل لكيفية شعور الأشخاص المحتضرون بلحظات قليلة قبيل فراقه الدائمة للجسد الأرضي المنتقل للآخر الأخروي حسب معتقدات الدين الإسلامي وغيره من الأديان الأخرى المختلفة حول العالم .
ومن هنا يمكن فهم جوانب مختلفة لسلوك الإنسان اتجاه تصرفاته الأخيرة وعلاقته بطريقة تعامله مع أشخاص مقربون منه خاصة خلال مرحلة الوداع الاخير وهذه النقاط تمثل نقطة وصل بين الواقع والصوفية تدخل تحت مظلة العمليات الطبيعية لكل واحد منّا منذ ميلاده وحتى نهايته بينما تبقى قضية تحقيق المشاهد الخاصة بكل فرد جزء أساسي منها فيما يخفى عن أعيننا نتيجة طبيعة خلقيّة .
وبالتالي ، وبناء على أساس الخطوط العامة للسؤال المطروح وفيه بحث شامل وشامل علاوة على طرح رؤى جديدة تضيف لبنة أخرى للاكتشاف العلماني لمفهوم حال الموتى واستعداد الذات لصدمتها الشخصية لحظة التنصل الكلي لمنطقة الراحة الزمانية المكانية لدينا أمام عيناي لحظة فارقة تحكم مجرى حياتنا وخيوطه المستقبليه مستقبليا بغض النظرعن اختلاف التفسيرات الثقافية لها ولكن يبقى جوهر الامر هو احترام حرية الاختيار وحماية حقوق المواطنين فى الاعتقاد بحرية كاملة بدون فرض اي نوعٍ من الأنواع لأوامر خارجية اجبارياً عليهم باختلاف ثقافاتهم واتجاهاتهم الاجتماعية والمعارف الجمعيه المتوفرة لديهم سابقاً