في سلسلة الأحداث الدينية الغنية التي يرويها القرآن الكريم، نجد القصة الشهيرة لموسى عليه السلام وخادمه الخضر عليه السلام. هذه الرواية ليست مجرد أساطير قديمة، بل هي درس عميق في الصبر والتسامح والحكمة. يبدأ الأمر عندما طلب النبي موسى من الله تعالى الرحلة مع خادم له يكنّى بالخضر - رغم عدم معرفته بمكان وجود هذا الشخص. بعد رحلتهم الطويلة والمليئة بالمواقف المثيرة للتعجب، اكتشف موسى أنه كان يعيش برفقة شخص حكيم ومعجزات.
أثناء رحلاتهما المتواصلة، قابل موسى والخضر طفلاً ميتاً في قرية ما. قام الخضر بإعادة الطفل إلى الحياة بشكل معجزي، وهو عمل يبدو غير منطقي بالنسبة لموسى الذي تساءل عن سبب القيام بهذا العمل. رد الخضر بأن هناك سبباً مخفيًا وراء ذلك، ولكنه لن يفهمه إلا فيما بعد. وهذه هي بداية دروس الثقة والصبر اللتين تعلمهما موسى خلال هذه الرحلة.
ثم واجها سفينة مليئة بركاب مستحقين الرسوم لكنهم رفضوا دفعها بحجة الفقر. هنا تدخل الخضر مجدداً وأمر بتدمير جزء صغير من السفينة دون علم الرعاة الآخرين. مرة أخرى، عبّر موسى عن ذهوله وسؤاله حول تصرفاته غير المنطقية حسب ظنّه. شرح الخضر بأنه إذا تم إمساكهم بسبب فقدان الجزء من السفينة، فإن سلطات المدينة ستستغل وضعهم لتفرض ضرائب باهظة عليهم جميعا بدلا من فرض الضريبة فقط على أولئك الذين كانوا يستحقونها أصلا. وبذلك يتم إنقاذ الفقراء.
وفي نهاية الرحلة وفي مكان آخر، وجدا رجلين شابان يحاول أحدهما قتل الآخر دون مبرر واضح للمosâ. قاوم الشاب الذي سيقتله بينما اعتذر الأخير وقال إنه سوف يعود لوالديه كافراً وليس مؤمناً، مما يعني حرمان والديه المؤمنين العظيمين من فرصة رؤية ابنهما يؤمن قبل موتهما. قرر الخضر قتل الرجل الثاني لمنعه من ارتكاب مثل تلك الجريمة وتسبب المزيد من الضرر للعالم بما فيه الصداع لأهل الأرض الأمينين المخلصين لله عز وجل .
كانت كل واحدةٍ من هذه الأعمال تبدو غامضة ومربكة أمام عينَيْ موسى حتى اقتربت النهاية وشرح الخضر للأسباب الحقيقية خلف每众هذه التصرفات والتي كانت تتعلق بالحفاظ على العدالة والسلام الاجتماعي بالإضافة لحماية العقيدة الإنسانية النقية والإيمانية البحتة لكل فرد مهما اختلفت الظروف والمآلات. انتهى حديث الرجلين بالتأكيد على أهمية الاعتماد على حكم الله وحكم خلقه ومنحه الفرصة لرؤية العالم عبر مرآة تجارب البشر المختلفة ذات السياقات المختلفة كذلك أيضاً لبقاء الإنسان متفتح القلب والعقل دائماً قابلاً للتوجيه نحو الخير دوماً وطريق الحق المستقيم. إنها حقا رسائل هامة يمكن تعميمها بين الناس جميعاً بغض النظر عن دياناتهم وثقافاتهم!