فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء: دليل من السنة النبوية

التعليقات · 0 مشاهدات

صيام يوم عاشوراء، وهو العاشر من شهر الله المحرم، له فضل عظيم في الإسلام، حيث روى مسلم بسنده عن أبي قتادة ﵁: (أن رسول الله ﷺ سئل عن صيام يوم عاشوراء، ف

صيام يوم عاشوراء، وهو العاشر من شهر الله المحرم، له فضل عظيم في الإسلام، حيث روى مسلم بسنده عن أبي قتادة ﵁: (أن رسول الله ﷺ سئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: يكفر السنة الماضية). كما وردت أحاديث في صحيح مسلم تحث على أنه يُصام يوم بعده أو يوم قبله، فمن ذلك قول النبي ﵌: (صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده، خالفوا اليهود)؛ وذلك لأن اليهود تعظم هذا اليوم؛ لأنه اليوم الذي نجى الله ﷾ فيه موسى وقومه من فرعون.

على هذا الأساس، فإن صيام عاشوراء على ثلاث مراتب: أدناها أن يُصام وحده، أي أن يصوم الإنسان يوم عاشوراء وحده، فهذا ينال الثواب والأجر وتكفير ذنوب السنة الماضية إذا صام هذا اليوم. أما المرتبة الثانية: فأن يصام التاسع معه، أي أن يصوم تاسوعاء وعاشوراء. وفوقه -وهي المرتبة العليا-: أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر. فصيام الأيام الثلاثة بلا شك أفضل، وتكون فيه فوائد متعددة: منها: أنه إذا صام الأيام الثلاثة فيرجى أن يكتب له أجر صيام الشهر كله، على أساس القاعدة العامة وهي: أن الحسنة بعشر أمثالها، (كان النبي ﷺ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويأمر بها). ومنها: أن صوم هذا الشهر أفضل الصوم بعد رمضان: كما صح عن النبي ﵌ قوله: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم)، فهذا الشهر من الأشهر الحرم، وله حرمة عظيمة، وصيامه من أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان. وأيضًا من بركات هذا الصيام: أنه يكفر ذنوب سنة كاملة. وفي مثل هذا يراد -والله تعالى أعلم- أنه يكفر صغائر الذنوب، أما كبائر الذنوب فلابد لها من توبة خاصة. وقولنا: إنه يكفر الصغائر لا يعني أن الباب قد سُد أمام الكبائر؛ ولكن يعني أن على الإنسان أن يجدد التوبة من الكبائر، والتوبة منها لابد أن تستوعب أربعة أركان أو شروط: الأول: ترك الذنب والبعد عنه، يعني: الانقطاع عن التمادي في الذنب. ثانياً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي. ثالثاً: العزم على عدم الرجوع في المستقبل إلى هذا الذنب. رابعاً: رد الحقوق إلى أهلها إذا كانت المعصية تتعلق بحق آدمي.

وفي الختام، فإن صيام تاسوعاء وعاشوراء له فضل عظيم في الإسلام، وهو سنة نبوية مشروعة، حيث روى ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه. كما وردت أحاديث تحث على صيام التاسع مع العاشر أو الحادي عشر منه، وذلك لمخالفة أهل الكتاب واحتياطاً لعاشوراء. فصيام هذه الأيام الثلاثة بلا شك أفضل وأطيب، ويكون فيه تكفير للذن

التعليقات