حكم قص الحواجب في الإسلام: دراسة فقهية

Komentar · 0 Tampilan

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: يعدّ حكم قص الحواجب من المسائل الفقهية التي اختلف فيها العلماء، حيث يرى بعضهم أن ق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

يعدّ حكم قص الحواجب من المسائل الفقهية التي اختلف فيها العلماء، حيث يرى بعضهم أن قص الحواجب لا يعدّ من النمص المحرم، بينما يرى آخرون أن قصها محرم كالنَّتْف.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إزالة الشعر من الحاجبين إن كان بالنتف فإنه هو النمص، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة، وهو من كبائر الذنوب، وخص المرأة لأنها هي التي تفعله غالبا للتجمل، وإلا فلو صنعه رجل لكان ملعونا كما تُلعن المرأة والعياذ بالله. وإن كان بغير النتف، بالقص أو بالحلق فإن بعض أهل العلم يرون أنه كالنتف، لأنه تغيير لخلق الله، فلا فرق بين أن يكون نتفا أو يكون قصا أو حلقا، وهذا أحوط بلا ريب، فعلى المرء أن يتجنب ذلك سواء كان رجلا أو امرأة".

ومن جهة أخرى، يرى بعض العلماء أن قص الحواجب لا يعدّ من النمص المحرم، بل هو مباح. يقول في كشاف القناع: "ولها حلق الوجه وحفه نصًا"، والمحرم إنما هو نتف شعر وجهها قاله في الحاشية.

وعلى هذا الأساس، فإن الأفضل للمسلم أن يتجنب قص الحواجب خروجًا من الخلاف، إلا إذا كان هناك تشويه في عرف الناس، لا مجرد الطول والزيادة. وفي حال أفتى عالم موثوق به بجواز القص لغرض التجمل فقط، فلا حرج في ذلك.

وفي الختام، يجب على المسلم أن يحرص على اتباع ما أجمع عليه العلماء، وأن يقلد أوثق الناس وأورعهم في نفسه عند الاختلاف. والله أعلم.

Komentar