تُعد رحمة الله تعالى من أبرز صفات الله عز وجل، والتي تؤكدها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. ففي القرآن الكريم، نجد أن الله تعالى وصف نفسه بأنه "الرحمن الرحيم" في سورة الفاتحة، مما يدل على سعة رحمته وشمولها لكل خلقه. كما جاء في سورة البقرة: "أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم".
وفي السنة النبوية، نجد العديد من الأحاديث التي تؤكد على رحمة الله وسعتها. فقد روى أبو هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: "لما خلق الله الخلق، كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي". هذا الحديث يوضح أن رحمة الله تغلب غضبه، وأنها شاملة لكل خلقه.
كما أكد النبي ﷺ على رحمة الله في حديث آخر، حيث روى أن امرأة من السبي كانت حانية على أطفال غيرها، تحتضنهم وتضمهم إلى صدرها وترضعهم من ثديها. فقال النبي ﷺ: "انظروا إلى هذه المرأة هل ترونها وهي بهذه الرحمة تؤذي طفلا من الأطفال أو تحرقه بالنار؟" قالوا: لا. قال: "هل ترون أنه لو كان ابنها هو الذي في أحضانها أتظنون أنها تلقي به في النار مهما كانت الأسباب؟" قالوا: لا والله ما تلقي به في النار باختيارها أبدا. قال: "فإن الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها".
هذه الأحاديث وغيرها تؤكد على رحمة الله وسعتها، وتدعو المسلمين إلى الثقة والرجاء في رحمة الله، وأن يتوجهوا إليه بالدعاء والتوكل عليه. فرحمة الله شاملة لكل خلقه، وهي تغلب غضبه، كما جاء في الحديث القدسي.