سبب صيام يوم عاشوراء: بين السنة النبوية والتعظيم الإلهي

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم، له مكانة خاصة في الإسلام، حيث وردت أحاديث نبوية تش

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.

يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم، له مكانة خاصة في الإسلام، حيث وردت أحاديث نبوية تشير إلى فضله وأهميته. وفقًا لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: "قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ" (البخاري).

كان سبب صيام يوم عاشوراء هو تعظيم الله تعالى لموسى عليه السلام وبني إسرائيل، حيث نجاهم الله من فرعون وجنوده في هذا اليوم. وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أهمية هذا اليوم وأمر بصيامه، مما يدل على تعظيم الإسلام لهذا الحدث التاريخي. ومع ذلك، عندما فرض الله تعالى شهر رمضان، نسخ الحكم السابق، وأصبح صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة.

وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء قبل قدومه إلى المدينة المنورة، مما يدل على أهميته في الإسلام. وعندما وجد اليهود يصومونه في المدينة، سألهم عن السبب، فأخبروه بأنهم يصومونه تكريمًا لموسى عليه السلام. فأكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن المسلمين أحق بموسى من اليهود، وأمر بصيام يوم عاشوراء تعظيمًا لله تعالى وتقديرًا لنعمته على موسى عليه السلام.

ومن المهم ملاحظة أن صيام يوم عاشوراء ليس مقصورًا على موسى عليه السلام فقط، بل هو تعظيم لله تعالى وشكره على نعمه العامة. وقد وردت أحاديث نبوية تشير إلى مراتب صيام يوم عاشوراء، حيث يفضل صيامه قبله بيوم أو بعده بيوم، أو صيامه مع التاسع والعاشر معًا.

وفي الختام، فإن صيام يوم عاشوراء هو سنة مؤكدة في الإسلام، تعظيمًا لله تعالى وتقديرًا لنعمته على موسى عليه السلام وبني إسرائيل. وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه وتعظيمه، مما يدل على أهميته في الإسلام.

التعليقات