في سطور التاريخ الإسلامي، يبرز اسم عمرو بن هشام بن المغيرة "أبو جهل"، كواحد من أشهر المعارضين للدعوة الإسلامية منذ بداياتها الأولى. كان شخصية بارزة بين قريش، وكان معروفاً بشدته وجرأته في الدفاع عن عبادة الأوثان والإصرار على منع انتشار الإسلام. ولكن مصيره كان مثيراً للدراما والتاريخ.
وفقاً للتقاليد التاريخية، جاءت نهايته خلال غزوة أحد التي حدثت بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. عندما بدأ القتال بين المسلمين وفرسان قريش، دخل أبو جهل الغاضب مباشرةً إلى قلب الخط الأمامي للمسلمين ليبرهن على شجاعته وتشجع الآخرين. لكن القدر لم يكن معه ذلك اليوم. أصابت غرزة حرب من الحداد علي بن أبي طالب رمحه مما أدى إلى سقوطه أرضاً. ثم أكمل جعفر بن أبي طالب مهمة الانتقام بإلقاء حجارة ثقيلة عليه حتى تأكد من موته.
هذه الجوانب البارزة في حياة وأحداث وفاة أبي جهل تعكس حقبة هامة في تاريخ الدين الإسلامي. رغم اعتراضاته الشديدة ضد الرسالة القرآنية، إلا أنه مثل نقطة تحول رئيسية تشير إلى مدى قوة رسالة السلام والعدل التي حملتها الدعوة الجديدة مقارنة بسياسات العنف والقمع التقليدية التي كانت سائدة وقتذاك.